المقالات

رمضان أيام زمان

رمضان أيام زمان

 

رحم الله الآباء والأجداد فقد كان لرمضان عندهم بهاء وألق، كانوا يستقبلونه بتلهف وشوق كبيرين، يفرحون بمقدمه أشد من فرحهم بالغائب حين يرجع من غربته.

 

رمضان في الزمن الماضي يُستقبل باهتمام واستعداد وبرامج مختلفة وبشكل مغاير لما نشاهده اليوم، معيشة وبرامج من منطلق أنه موسم عبادة وذكر وتلاوة للقرآن.

 

رمضان قديماً تُقلص فيه النشاطات التجارية التي تستلزم السفر، وكذا الأعمال الشاقة كالاحتطاب وأعمال البناء وغير ذلك من الأعمال ذات الجهد والارتباط المستمر.

 

وللنساء قبل دخول شهر رمضان اهتمامات هي الأخرى تحظى بسرعة التحضير لتكون جاهزة مع حلول الشهر مثل طحن الحبوب وتحضير بعض الوجبات كالقرصان الناشفة، فالأكلات الرمضانية مثل بقية الشهور فليس لديهم الأطعمة الموجودة اليوم ذات الأصناف المتعددة والتي تفيض بها موائد الإفطار حالياً.

 

رمضان في الزمن الماضي يحظى باهتمام أكبر من حيث تقليص الأعمال والتفرغ للعبادة من صلاة وذكر وتلاوة للقرآن، فالناس وأخص الرجال يعودون من أعمالهم قبل صلاة الظهر ليمضوا جل ساعات يومهم في المساجد إلى أن يحين وقت الإفطار والذي يجمع الأسر في البيوت، ومنه (أي الإفطار) ما يجمع سكان القرية في ساحات المساجد أو مجالس القرية.

 

في رمضان تجد سكان القرية رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً يحضرون صلاة التراويح جماعة في المساجد، ولا ينصرفون إلى منازلهم إلا بعد انتهاء الصلاة والتي يتخللها إلقاء الأحاديث وإدارة المشروبات كالشاي والقهوة لطرد النعاس عن المصلين.

 

ما إن تنتهي صلاة التراويح إلا ويذهب الناس لبيوتهم لا ليشاهدوا برامج تلفزيونية أو جلسات سمر بل ليناموا حتى يصحوا مبكراً للسحور وصلاة الفجر، ومن ثم ينطلقون لأعمالهم وهكذا يمضون أيام الشهر دون سهر في الليل ونوم في النهار كحال أهل هذا الزمن حيث السهر إلى ما بعد الفجر بين البرامج التلفزيونية والتسوق بين المولات والمقاهي أو المجالس والاستراحات، فأين نحن اليوم من رمضان قديماً استعداداً وحضوراً وعادات.

 

✍🏼عبدالله عبدالرحمن الغيهب