✍🏼 بقلم أحمد الخبراني
في مسيرتي العملية تنقلت بين عددٍ من المدراء، وكان معظمهم جيدين وذوي أثر، غير أنّ هناك أشخاصًا يمرّون في حياتك المهنية مرة واحدة فقط، ويتركون بصمتهم في الذاكرة قبل أن يتركوها في سجلات العمل. ومن بين هؤلاء يأتي الأستاذ علي الشهري – أبو سلطان، الإعلامي والقائد الذي يجمع بين المهنية الرفيعة والإنسانية الصادقة.
منذ أول يوم عمل معه، كان واضحًا أنني أمام شخصية مختلفة؛ رجل يفهم دهاليز الإعلام، ويتعامل مع الأحداث بعقلية احترافية تُحوِّل التحديات إلى إنجازات، وتُقدِّم للمنظومة صورةً مشرّفة من الاتزان والدقة وسرعة القرار. وما كان يميّزه أكثر هو هدوؤه العميق في التعامل مع كل موقف؛ هدوءٌ لا يعني التردد، بل ثقة ومعرفة، ينعكس أثره على الفريق ويُخفّف ضغوط العمل ويضبط إيقاعه.
لكن ما يميّز علي الشهري فعلاً ليس مهنيته وحدها، بل إنسانيته. فقد كان — قبل أن يكون مديرًا — أخًا وصديقًا، يسمع أكثر مما يتكلم، ويمدّ يد التعاون قبل أن يُطلب منه، ويبثّ روح الطمأنينة في أوقات الضغط، ويزرع التفاؤل في أصعب اللحظات. ومن عرفه عن قرب يدرك أن القيادة عنده ليست منصبًا، بل سلوك يومي وشهامة لا تتصنّع.
واليوم، ونحن نصل إلى محطة الانتقال التي فرضتها خطوات العمل، يبقى الشكر قليلًا في حقه. شكراً علي الشهري على كل ما قدّمت، على الأثر الذي تركته، وعلى المدرسة العملية والإنسانية التي أثريتنا بها. ستظلّ ذكرى العمل معك واحدة من أجمل التجارب وأكثرها ثراءً.
رحلت إلى جهةٍ أخرى، لكن تقديرنا واحترامنا باقٍ لا ينتقل.
دمت ملهَمًا في كل موقع تصل إليه، ورفيق نجاح لكل من يعمل معك
(0) التعليقات
تسجيل الدخول
لا توجد تعليقات