المقالات

حين يخفي العشق أسمها .. !

حين يخفي العشق أسمها .. !

 

 بقلم علي بن عبدالله المالكي

ليلةٌ شتويةٌ باردة، وهتانٌ يتساقط كهمسٍ خجول على كتفيها، وكوب قهوةٍ ساخن أتشبّث به، كما أتشبّث بفكرة لقائها .. السماء ملبّدة، لكنها … صافية في قلبي !.

أجلس قبالتها، أحاول أن أكتبها، فتسبقني إلى الحرف،
....؟ لا… انها حبيبة بحجم وطن، ونور يزداد وهجاً،
أبنيها في مخيلتي مشروعًا عملاقًا، قلبٌ يتّسع، وصدرٌ لا يضيق، وأحلامٌ ترتفع كل يوم، كأبراجٍ لا تخاف السحاب .!.

هي لا تكبر… هي تزداد حضورًا
في ملامحها، يلتقي التراث، بالموضة دون خصام،
قهوةٌ بطعم الماضي، وضوءٌ يشبه غداً ..
أحاديثها جسور، وصمتها طرق طويلة،
أحب أن أضيع فيها ..!

وحين تمطر، تتسلّل القطرات إلى حبر كلماتي، يمتزج الحبر بالماء ..
فلا أعرف أأنا الذي أكتبها؟ أم هي التي تعيد رسم قلبي؟!
ليست حبيبةً عابرة، ولا اسمًا يُنادى، هي إحساسٌ إذا حضر، ازدحمت الروح
وإذا غابت ! أظلمت كل المدن ..

شوارعها مزدحمة بي، بخطواتي، بانتظاري ..
قطاراتها تمضي كشريان ووريد متقاطعةً، كلوحة فنان حين تنسجم مع الريشة ..
لا مقعد شاغر في قلبها، ولا فراغ في حضنها للتوقف والتريث .!.

في تلك الليلة، أدركت يقينًا واحدًا :بعض العشق لا يُقال باسمه، بل يُستبدل …
كي تبقى الرياض .!.