يواصل الفجل الأبيض جذب اهتمام المهتمين بالصحة والتغذية، بعد أن أثبتت بعض الدراسات أنه ليس مجرد خضار يُضاف إلى الأطباق، بل عنصر غذائي غني بالفوائد التي تدعم صحة الإنسان في مختلف جوانبها. ويعود ذلك إلى تركيبته الطبيعية التي تحتوي على فيتامين C، الألياف، المعادن، والمركبات النباتية المضادة للأكسدة، والتي تمنحه قدرة على المساهمة في تحسين الهضم، وتعزيز المناعة، ودعم صحة القلب.

ويشير مختصون في التغذية إلى أن الفجل الأبيض يساعد على تنظيم عملية الهضم بفضل محتواه العالي من الألياف والإنزيمات الطبيعية، مما يجعله خيارًا مناسبًا لتخفيف الانتفاخ وعلاج الإمساك، إضافة إلى دوره في تنظيف الجهاز الهضمي وتقليل تراكم السموم. كما يساهم في دعم الجهاز المناعي لما يحتويه من فيتامينات ومضادات أكسدة تعمل على حماية الخلايا وتقليل تأثير الجذور الحرة، في وقت أصبحت فيه مناعة الجسم إحدى الأولويات الصحية.

كما أنه يلعب دورًا مساعدًا في تنظيم ضغط الدم، بفضل وجود البوتاسيوم الذي يساعد في موازنة الأملاح داخل الجسم وتعزيز صحة الأوعية الدموية، وهو ما يجعله خيارًا جيدًا للأشخاص الذين يسعون للوقاية من أمراض القلب. كما تشير بعض الدراسات الأولية إلى أن المركبات النباتية الموجودة فيه قد تمتلك خصائص تساهم في تقليل مخاطر بعض الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان، نتيجة لقدرته على محاربة الالتهابات وتقليل الإجهاد التأكسدي.

ولا يقتصر أثر الفجل الأبيض على الصحة الداخلية فحسب، بل يمتد ليشمل دعم الصحة العامة، إذ يساعد في التحكم في الوزن كونه منخفض السعرات وعالي الألياف، مما يمنح شعورًا بالشبع لفترة أطول، ويجعله إضافة مثالية للأنظمة الغذائية الصحية. كما تُشير بعض المراجع إلى فوائده المحتملة لصحة البشرة والعظام، نظرًا لاحتوائه على عناصر غذائية تدعم العمليات الحيوية في الجسم.

ورغم الفوائد المتعددة، يدعو المختصون إلى تناول الفجل الأبيض باعتدال، خصوصًا لمن يعانون من مشكلات في الغدة الدرقية أو حصى المرارة أو حساسية في الجهاز الهضمي، إذ قد يسبب تناوله بكميات كبيرة بعض الاضطرابات البسيطة. ويبقى إدراجه ضمن نظام غذائي متوازن هو الخيار الأمثل للاستفادة من مزاياه دون أي تأثيرات جانبية.

وفي ظل تنامي الاهتمام بالأطعمة الطبيعية، يؤكد خبراء التغذية أن الفجل الأبيض يظل واحدًا من الخيارات الصحية التي يمكن أن تكون جزءًا أساسيًا من نمط حياة متوازن، لما يوفره من فوائد غذائية مهمة وسهولة إضافته إلى مختلف الأطباق اليومية، ليقدّم نموذجًا بسيطًا لطعام متواضع… لكنه غني بالفائدة.