المقالات

ظلم القرن الحادي والعشرين

ظلم القرن الحادي والعشرين

✍️فيصل شبيلي

لاشك أن الأفراد والمجتمعات يتطورون مع مرور الزمن، والتطور الإيجابي الصحي ماكان للأفضل، مع التوسط والتوازن الذي يضمن المحافظة على الكيان والإنسان في إطاره المعتدل السويّ وصورته التي تليق به.
اننا عندما نرمز للتطور بـ "القرن الحادي والعشرين" ، فمن المفترض أن تكون تلك الرمزية شرطية لما يستحق أن يفخر به العاقل ويشرُف، سواء على مستوى الذات أو المجتمع.
إلا أن أحدهم يظلم القرن حين يسير لابسًا "شورته" الذي بالكاد يغطي رُبع عورته، ويلبس السلس على رقبته، ويصطحب معه كلبا في أبّهة مزيفة واعتزاز في غير مكانه؛ يبرر ذلك الخروج والتنصل من الهوية فضلاً عن كونه سلوك خارج عن السلوك الكريم بالتحضر والتطور؛ لأنه "في القرن الحادي والعشرين".
ويتنكر فينتقد ملتقيات عشيرته الدورية الهادفة لتعزيز الأواصر والصلة؛ بينما يحتفل بيوم ميلاده العظيم على طريقة صديقه "جاك"، ويحرص على مناسبات الشعوب والثقافات والديانات الأخرى ومشاركتهم مايعنيهم فيما لايعدو ذلك عن كونه انسلاخا من ذاته ورِدائه؛ لكونه متطور و "في القرن الحادي والعشرين".


يسيء للقرن عندما يرى في حجاب المرأة وحشمتها تخلفا ورجعية، ويرى في نصائح أبيه الخجِل منه تدخلا فيما يسميه "حرية شخصية"؛ ويتندر على كل فضيلة وخُلق وعُرف وعادة مجتمعية حميدة، ويرى انتهاء صلاحيتها في هذا العصر، لأننا الآن "في القرن الحادي والعشرين".
جميعنا ننبذ التعصب والتشدد، ونحب التطور والتقدم الإيجابي ومواكبة العصر المواكبة الحقيقية، واننا ذوي أعين وقلوب؛ غيورون على أنفسنا ومجتمعاتنا ومايُنسب إلينا أو نُنسب إليه.