الثقافية

ياصبر الأرض!

ياصبر الأرض!

 

شدّني شعار إحدى الهيئات السعودية الرائع، والذي عبر عن عمق في فهم طبيعة الطبيعة، وما تعانيه بكل معنى الكلمة من لكمات متتالية لا تكاد تفيق من واحدة حتى تغرق بالثانية في أسواء استغلال لغلال الأرض وتدمير للحياة البرية والبحرية.

أرضنا مستقبلنا هو الشعار الذي ارتضاه العالم ليكون صولجان الخامس من يونيو في يوم البيئة العالمي، محذراً ومنذراً باننا لا نملك سوى كرةً واحدة بين الآلاف الكواكب الكروية القابلة للحياة (على الأقل حتى الآن). 

الحقيقة ان هذا الشعار بل حتى الندوات والمحاضرات التي حضرتها على شرف المستشار عبدالرحيم كسيري المنسق الوطني للإتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة، والذي استضافته المواصفات والمقاييس السعودية ممثلةً بمكتب الاستراتيجية الوطنية للجودة مشكوراً، لم تؤثر في شخصيتي العبثية والتي كانت على الأقل مجازياً لا ترحم طير ولا شجر، ولا تترك حجراً في مكانه بل تعبث بكل محيطها متبعه سياسة اللامبالاة بالرغم من تحدث الضيف الكبير عن تجارب خاضها وعاشها خلال رحلته الطويلة في تتبع المناخ والتغيرات الطارئة عليه وتثقيف المجتمع ككل عن خطورة ما نفعل تجاه البيئة وما يقوم به الانسان من عبث ليس ضرورياً وبالإمكان تفاديه اذا اتبعنا الارشادات والقوانين والتي يفترض ان يشترك بها سكان هذا الكوكب قاطبة وليس على منطقة أو قارةً دون الأخرى !

حتى أتيت على شعار سعودي معبر وهو (ياصبر الأرض) عندها فقط، كنت كمن أستيقظ من سبات عميق، تمعنت الكلمة وأدركت المعنى، والذي لا يعتبر غريباً فقد سمعت بها من قبل، ولكن أين؟ فأتى الجواب سريعاً، نعم لقد سمعتها تقال عندما يضيق بالإنسان ذرعاً من فعل شخص ما مخالف للسلوك البشري، وتأكدت بانها نفس الكلمة التي تقال لمن يتحدث عن السلامة والصحة والبيئة بعد درسه الأول في حضرة بروفسور عالم الجيولوجيا!

فعلاً يا صبر الأرض، مع كل ما نفعل فيها من حرق وتدمير، حتى أوشكنا ان نوشي بها عند الكواكب الأخرى لو اتيحت لنا الفرصة، الا انها صابرةً علينا صبر الأم على عبث رضيعها، وتبادر بذهني سؤال أختم بها هذه القصاصة متى ندرك حجم اخطاؤنا؟ ومتى نتعلم منها؟ هل لايزال هناك وقت؟ ام ان الفجوة اتسعت والشق أكبر من الرقعة؟!!!

 

علي بن عبدالله المالكي✍🏼