
جاء عيد الأضحى وانتهت أيامه دون أن نشاهد فعاليات أهلية كما هو معمول في عيد الفطر، وما كانت الأعياد بهكذا مظهر، ولا الإسلام جعلها كأيام العشر تعبّد وذكر وصلاة فقط، بل أباح للمسلم أن يفرح ويُظهر فرحه وابتهاجه. ثم كيف له أن يفرح والناس قد اعتصمت في بيوتها؟ فلا ترى في الأسواق راجلًا ولا راكبًا، متاجر مغلقة وساحات خاوية، والناس إما نائمون أو جالسون أمام التلفاز يتابعون الأخبار، وكأن إقامة الفعاليات المعروفة في عيد رمضان لا تجوز في عيد الأضحى! أليست كلها أعياد جاءت بعد عبادات؟
الأعياد سُنّت ليفرح المسلمون بما أرادوا من تواصل واجتماعات عامة وخاصة؛ عامة في الساحات مظهرين فرحتهم قولًا وفعلًا، أهازيج وفعاليات وبرامج للكبار والصغار، فالنبي عليه أفضل الصلاة والتسليم كان يحب أن يُظهر الفرح في أيام العيد، وكان يحب أن يرى الناس سعداء. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب اللعب واللهو في العيد». وكان صلى الله عليه وسلم يسمح للأطفال باللعب في أيام العيد، وكان يشاركهم في بعض الأحيان.
وأيضًا اجتماعات أسرية في البيوت تجمع الرجل بأبنائه وبناته وأرحامه، تُجدّد العلاقة وتقوّي الصلة، عملًا بالحديث الذي يرويه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (قال الله تبارك وتعالى: أنا الله وأنا الرحمن، خلقت الرَّحِم، وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتَّتُّه).
حاولت أن أجد شيئًا يمنع إظهار الفرح أو يقول إن عيد الأضحى مقتصر على الذكر والتقرّب بذبح الأضاحي، فما وجدت حديثًا ولا عالمًا يقول بأن الفرح يعارض عبادة أو سلوكيات تعبدية. فلم الحرج من إقامة الفعاليات التي شاهدناها في عيد رمضان؟ أليست كلها أعياد تستحق الفرح وإظهار البهجة والسرور للكبار والصغار؟
✍🏼عبدالله عبدالرحمن الغيهب
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات