الدمام - مريم الأحمد
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، اليوم الثلاثاء فعاليات منتدى (المرأة الاقتصادي2024م) الذي نظَّمته غرفة الشرقية ممثلةً في مركز تمكين المرأة في نسخته الثامنة، بمقر الغرفة، وسط مشاركة واسعة من المتخصصين والمتخصصات والمسؤولات والأكاديميات والمهتمين والمهتمات بالشأن الاقتصادي بوجه عام وقطاع الأعمال النسائي بوجه خاص.
وأشاد سمو أمير المنطقة الشرقية بما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبدعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء " حفظهم الله " من تمكين للمرأة في جميع المجالات ، من خلال البرامج الاقتصادية التي تقدم في مجالات مختلفة لتساهم في الناتج المحلي .
وكرم سمو أمير المنطقة الشرقية، الرعاة والداعمين للمنتدى، وتجول سموه في أرجاء المعرض المصاحب، واستمع خلال جولته إلى شرح من رئيس الغرفة، بدر بن سليمان الرزيزاء، حول المنتدى وأهدافه وأبرز الخدمات والأعمال التي تقدمها الغرفة في سبيل تمكين المرأة السعودية.
ويهدف المنتدى الذي يستمر حتى يوم الأربعاء 20 نوفمبر2024م، واستضاف خلال جلسته الافتتاحية معالي نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمل، الدكتور عبد الله بن ناصر أبو ثنين، إلى دعم جهود الدولة في تمكين المرأة بريادة الأعمال وإبراز التجارب الناجحة، وتقديم الصياغات المناسبة للراغبات بخوض العمل الحر، وكذلك لأصحاب الأفكار الريادية والمشروعات الناشئة في كيفية مواكبة مسارات رؤية 2030م.
وكان الملتقى، قد شهد عقد أربع جلسات تناولت تطورات المرأة السعودية في ظل الرؤية بقراءة دورها الفاعل والمؤثر في تحقيق مستهدفاتها، وأيضاً الفرص والممكنات المتاحة للمرأة في منظومة ريادة الأعمال وسُبل تعزيز أدوارها فيها وما يمكن أن تؤديه لضمان استدامة شركاتهن، ودورها المحوري في التنمية الاقتصادية بكافة قطاعاتها المختلفة، فضلاً عن التدريب وأهميته في تأهيلها للقيادة الناجحة.
وخلال كلمته، أكد معالي نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمل الدكتور عبد الله بن ناصر أبوثنين، أن الوزارة قد حققت إنجازات متعددة من خلال تنفيذ مبادرات ومشاريع تطويرية طموحة وفق رؤية المملكة 2030م، وقد أسفرت هذه الجهود التكاملية عن نتائج إيجابية ملموسة على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية، مما ساهم في تعزيز رأس المال البشري ورفع مكانة المملكة التنافسية عالمياً.
وأشار معاليه، إلى أن إستراتيجية سوق العمل قد وضعت خارطة طريق واضحة لإجراء إصلاحات جذرية في سوق العمل، سواء في القطاع العام أو الخاص، مؤكداً أن هذه الإستراتيجية تُعنى بتعزيز المشاركة الاقتصادية للمواطنين والمواطنات، ورفع مستوى مهارات الكوادر الوطنية، وزيادة الإنتاجية، وتحسين كفاءة سوق العمل، فضلاً عن خفض معدلات البطالة.
وفي حديثه عن مستهدفات الوزارة، أشار معاليه إلى انخفاض معدل البطالة الإجمالي إلى ادنى نسبة تاريخية بلغت 3.3%، مما جعل المملكة تحتل المرتبة الخامسة بين دول مجموعة العشرين من حيث انخفاض معدل البطالة، مبيناً أن معدل البطالة بين السعوديين قد انخفض إلى 7.1% بنهاية الربع الثاني من عام 2024م، مع تسجيل 4% بين الذكور و12.8% بين الإناث، مضيفاً أن عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص قد بلغ رقمًا قياسيًا بحلول نهاية أكتوبر لعام 2024م، ليصل إلى 2.4 مليون سعودي وسعودية.
ومن جهة أخرى، أوضح معاليه أن نسبة مشاركة القطاع الخاص في توظيف السعوديين قد ارتفعت إلى 52.8%، مما يعكس نجاح المبادرات والسياسات الحكومية في تعزيز توظيف السعوديين، ويؤكد متانة الاقتصاد السعودي ونموه المتسارع، وأبان أن جهود الوزارة قد تركزت على مبادرات نوعية تهدف إلى رفع مستوى المهارات والتدريب للمواطنين والمواطنات في جميع أنحاء المملكة، كان من أبرزها إطلاق الحملة الوطنية للتدريب (وعد)، التي تستهدف توفير مليون ومائة وخمس وخمسين ألف فرصة تدريبية خلال ٣ سنوات حتى 2025م، وقد تم تحقيق هذا المستهدف بنهاية الربع الثاني لعام 2024م.
وفيما يتعلق بتمكين المرأة وزيادة مشاركتها الاقتصادية، أكد معاليه أن المملكة حققت قفزات نوعية في هذا المجال، إذ تضاعف معدل المشاركة الاقتصادية للإناث السعوديات ليصل إلى 35.4% في الربع الثاني من عام 2024م، مقارنة بـ 17% في عام 2017م، مشيراً إلى أن المرأة السعودية قد أثبتت قدرتها وكفاءتها في سوق العمل، إذ بلغت نسبة النساء في المناصب الإدارية المتوسطة والعليا 43.02% خلال الربع الثاني لعام 2024م، وأشار معاليه إلى مجموعة من المبادرات التي أطلقتها الوزارة لدعم مشاركة المرأة في سوق العمل، مثل برنامج التدريب القيادي بالتعاون مع جامعة إنسياد، الذي ساهم في تأهيل 1700 امرأة سعودية قيادية، وبرنامج التدريب الموازي الذي دعم أكثر من 122 ألف سعودية في تطوير مهاراتهن الفنية والشخصية؛ وفي ذات السياق، قال معاليه أن صندوق تنمية الموارد البشرية يواصل تطبيق برنامج "وصول" الذي يوفر تغطية جزئية لتكاليف المواصلات للنساء العاملات، وبرنامج "قرة" الذي يسهم في تمكين المرأة العاملة من الالتحاق بسوق العمل والاستمرار فيه عبر تقديم دعم مالي لخدمات رعاية الأطفال.
وفي ختام كلمته، أوضح معاليه أن الوزارة تعمل حاليًا على إطلاق مبادرات جديدة ضمن برنامج التحول الوطني، تشمل مبادرة تنمية مهارات وزيادة فرص العمل للمرأة في مجالات العمل الحر والمرن، ومبادرة تطوير منظومة رعاية الأطفال لدعم المرأة العاملة، وذلك في إطار التزام المملكة التام بتمكين المرأة وتحقيق التوازن بين العمل والأسرة، لتعزز دورها كشريك فعّال في التنمية الوطنية في جميع المجالات.
ومن جهته ثمن خلال كلمته، رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية، بدر بن سليمان الرزيزاء، رعاية وتشريف سمو أمير المنطقة الشرقية للمنتدى، مؤكدًا أن رعايته تُسهم في دعم أنشطة ومبادرات الغرفة ويكسبها الزخم المطلوب لمواصلة جهودها في تنظيم المنتديات والملتقيات، وأضاف: أن تشريف سموه يمنح المنتدى قيمة تُضاف إلى قيمته وأهميته في تمكين المرأة السعودية، لافتًا إلى أن المنتدى يوفر بيئة فعَّالة للتواصل، تدعم استكشاف الفرص، وترصد الآراء والأفكار والمرئيات اللازمة لزيادة مشاركة المرأة فيما تشهده البلاد والمنطقة من تطور ونمو متصاعد.
وقال الرزيزاء إن المرأة السعودية حظيت في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين (حفظهم الله) بالكثير من الاهتمام والرعاية والتقدير، ما أسهم في تعزّيز مكانتها وتبوئها مكانًا يليق بها وبقدراتها في عديد من الميادين، فحققت النجاحات على المستويين الوطني والدولي، وأكدت دورها في تسريع الخُطى نحو تحقيق مستهدفات الرؤية وتطلعاتها.
وتابع بقوله إنه اليوم ونحن في طريق تنفيذ رؤيتنا المباركة، وفي ظل ما تخطوه بلادنا من خطوات جادة نحو مستقبل واعد للمرأة السعودية، تأكدت لدينا حقيقة مفادها (أن المرأة السعودية رقمًا لا يمكن تجاوزه في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة في المملكة).
وأشار إلى أهمية ما يسعى إليه المنتدى من أجل تدعيم مشاركة المرأة في الاقتصاد الوطني ومراجعة مدى قدرتها على التأثير فيه، لافتًا إلى أنه بمثابة فرصة للتعرف على الدور المحوري للمرأة فيما تحياه البلاد من تنمية اقتصادية شاملة، واستشرافًا لمستقبلها في تعزيز التنمية المستدامة، وتدعيمًا لدورها في القيادة الاقتصادية.
وقال إن لغرفة الشرقية بصمتها في تدعيم مسيرة المرأة ليس في المجال الاقتصادي فحسب، بل في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة؛ فقد كانت الغرفة ولا تزال رائدة في دعمها للمرأة، بطرحها للمبادرات والبرامج، وحرصها على تنويع أدواتها في التوعية والتأهيل والتدريب بما يتناسب واحتياجات الاقتصاد الوطني، وما حرصها اليوم على تنظيم منتدى (المرأة الاقتصادي 2024م) للمرة الثامنة، إلا دليلاً على هذا الدور الذي تعتز به الغرفة وتعمل جاهدةً لأجل تمكين المرأة في كافة المجالات.
وتتواصل أعمال المنتدى اليوم الأربعاء 20 نوفمبر 2024 حيث تنطلق ورش العمل عند الساعة 9.30 صباحا، وتتناول ورشة العمل الأولى منظومة وادي الظهران للتقنية ودعم ريادة الاعمال، فيما تستعرض الثانية ريادة الاعمال السياحي، و تبحث ورشة العمل الثالثة أهمية التنوع والشمولية في بيئة العمل، وتتحدث الورشة الرابعة عن القيادة الإبداعية – مفتاح النجاح في عالم الاعمال المتغير.
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات