جدة - ليلى الشيخي
يحتفل المجتمع الدولي اليوم الاثنين 18 نوفمبر 2024 بالأسبوع العالمي للتوعيّة بالمضادات الحيويّة ، وذلك لتكريس التوعيّة بمشكلة مقاومة الميكروبات للمضادات الحيويّة ورفع مستوى الوعي بها وتشجيع الأفراد على مكافحة تفاقم ظاهرة حالات المقاومة ، كما يمثل هذا الحدث فرصة لتعّزيز الوعي باستخدام المضادات الحيويّة استخداما صحيحا، باعتبارها مصدرًا دوائيًا ثمينًا يحظر تناوله إلا بوصفة طبيب.
وفي هذا الإطار يقول الأكاديمي واستشاري مكافحة العدوى الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني ، إن مقاومة المضادات الحيويّة تشكل تهديدا خطيرا على الصحة العامة والتنميّة البشريّة على المستوى العالمي ، ما يقوض القدرة على علاج الأمراض المعديّة ، إذ إن تحسين طرق استخدام المضادات الحيويّة استخداما صحيحًا يساعد في الحفاظ على الصحة ومكافحة مقاومة المضادات الحيويّة وضمان استمرار توافر هذه المرّكبات المنقذة للحياة للأجيال القادمة ، فالاستخدام الصحيح للمضادات الحيويّة مسؤوليّة مشتركة للجميع بمن فيهم العاملون في المجال الصحي وصانعو القرارات الصحية والمجتمع بشكل عام.
وتابع : المضادات الحيويّة هي مركبات بيوكيميائيّة تستعمل للعلاج من الالتهابات البكتيريّة المختلفه، أو للوقايّة منها قبل العمليات الجراحيّة ، وتحدث مقاومة المضادات الحيويّة بعده ميكانيكيات تطورها البكيتريا بتغير نفسها استجابة لاستعمال تلك المركبات بشكل واسع وغير مدروس، وقد تصبح البكتيريا مقاومة للمضادات الحيويّة وقد تسبّب للإنسان والحيوان عدوى يكون قد يكون علاجها صعب جدا من تلك التي تسببها نظيرتها غير المقاومة للمضادات الحيويّة ، إذ تؤدي مقاومة المضادات الحيويّة إلى ارتفاع التكاليف الطبيّة وتمديد فترة المكوث في المستشفى وبالتالي زياده إشغال الاسره وحرمان بعض المرضى ممن هم في حاجه للعلاج من الحصول على سرير ، ناهيك عن المضاعفات المصاحبه والتى قد تؤدي إلى زياده معدل الوفيات.
وقال ” حلواني”: تمس حاجة العالم إلى تغيير طريقة وصف المضادات الحيويّة واستعمالها، وحتى في حال استحداث مضادات حيويّة جديدة والذي يحتاج تطوير المضاد الحيوي الواحد منها منذ بدايّة العمل على انتاجه، حتى يعتمد بشكل رسمي وآمن حدود العشر سنوات فإن مقاومة المضادات الحيويّة ستظل تمثل تهديداً كبيراً للعالم اجمع دون استثناء ما لم تغيّر سلوكيات استعمال تلك المركبات ، وهو تغيير يجب أن ينطوي أيضاً على اتخاذ إجراءات تحدّ من انتشار العدوى المختلفه، بفضل التوعيّة الصحية للمجتمع و التطعيم وغسل اليدين والاعتناء جيداً بنظافة الأغذيّة ، وعدم استخدام المضادات الحيويّة في الثروه الحيوانيّة .
وخلص “حلواني” إلى القول ، إن وزارة الصحة في السعوديّة حرصت على عدم صرف المضادات الحيويّة دون وصفة طبيّة ، وتوعدت المخالفين بعقوبات ماليّة مشددة، وشددت على أهميّة الالتزام بما ورد في نظام مزاولة المهن الصحيّة الذي يحظر على الصيدلي أن يصرف أي دواء خاصه المضادات الحيويّة إلا بوصفة طبيّة صادرة من طبيب مرخص له بمزاولة المهنة، في السعوديّة ، وكل من يخالف التعليمات فإنه ستُطبق بحقه العقوبات النظامية، وهذا مما لا شك فيه يساعد كثيرا في خفض معدل مقاومة الميكروبات للمضادات الحيويّة لدينا بحول الله .
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات