الثقافية

الهشاشة النفسية

الهشاشة النفسية

جود عبدالله الشهري✍🏻

الشعور الذي يعتريني في الوقت الراهن هو القلق المستمر، عدم الارتياح، مع انخفاض التركيز والتوتر العصبي الدائم وتضخيم المسائل بكل أشكالها كبيرةً أو صغيرة مما يسبب لي الإنهاك النفسي، مع الإيمان بعدم قدرتي على التعامل مع التحديات التي تمرني بشكل يومي أثناء ممارستي ليومي .. فما الذي يجري لي أو لغيري ممن يعانون مثلي؟

 

مقولة لفرويدي: “الحزن ليس مؤشراً على المرض النفسي، إنه جزء متكامل من الوجود الإنساني. وعند تحويل الحزن الطبيعي إلى مرض نفسي؛ فإن المراهقين والشباب الصغير لن يتمكنوا من تطوير وسائلهم الخاصة للتغلب على التجارب المؤلمة”.

الهشاشة النفسية .. مصطلح العصر أو وباء العصر أو ظاهرة العصر في كلتا المجتمعات سواءً العربية المسلمة أو الغربية وهو من الاضطرابات النفسية الشائعة أبرز عرض له هو المبالغة في تضخيم الألم أو الشعور الطبيعي وعدم القدرة على التعامل معه فيصبح بذلك كارثة عاطفية على الشخص يطبع في دواخله أنه لا يستطيع مجاراتها ومن أسبابها قد تكون عوامل بيئية مثل كثرة تعرض الشخص لتوترات وضغوط تجعله هش وضعيف داخليًا أو وراثية حيث العوامل الجينية مسبب أو الطفولة والنشأة الصعبة القاسية وعلى النقيض التربية المترفة وعدم تحميل الطفل للمسؤوليات الطبيعية لدرجة أن الشخص يكبر وهو ضعيف متكل على الغير وبالتالي ينصدم من الأمر الواقع فيصبح هش حساس أو التغيرات الكيميائية في الدماغ مثل نقص الدوبامين أو السيروتونين ومن أبرز الكتاب العرب الذين تحدثوا عن هذه الظاهرة كتاب الهشاشة النفسية من كتابة د. اسماعيل عرفة والذي تطرق بالتفصيل لأبرز طرق تجنب الهشاشة مثل تدريب النفس على المرونة والتكيف مع جميع الأحوال والصعوبات مع اتباع الطرق الصحية لتفريغ الضغوط اليومية.