الثقافية

شطحات أدبية

شطحات أدبية

خالد عمر مرعي✍🏼

تسمين البنات والثقافة

في موريتانيا.. يقومون بتسمين المرأة قبل الزواج بعامٍ كامل.. وبعض العوائل العريقة والميسورة في نواكشوط تقوم بتسمين بناتها منذ السادسة وهذا مارأيته بأم عيني عندما كنا صغاراً في حينا العتيق، حي الخانسه وتحديدا ريع الحدادة، حيث كانوا الشناقطة يسكنون هذا الحي (أحد أحياء مكة) ، وكنت ارى جارتنا العجوز وهي تلقم بنتها بالإكراه والضرب اذا امتنعت الفتاة عن الأكل.

المهم ان المرأة(الدبدوبة) او(المربربة) المليئة بالشحم واللحم، هي عشق الرجال في موريتانيا.. وعملية التسمين تبدأ منذ الصباح الباكر يومياً بإفطار دسم: السمن واللوز والعسل والدخن أو القمح الأسمر.. هذه العريكة الموريتانية تصحبها أقداح من حليب الناقة أو البقر.

اما الغداء ظهراً كالمعتاد.. أجزاء مختارة بعناية من لحم القعود- أي الجمل الصغير- او نصف عجل موريتاني.. أو جدي بالغ النمو.. أو خروف بقرنين يسحب ليّته على الأرض.. وتشَوي هذه المخلوقات على نار هادئة والبعض يفضل الشواء نصف استواء.. وفي المساء قد يكون أخف قليلاً فيكفي طاجن الضأن مع ( البوسطيله) وهي قرص محشو باللوز والزبيب ولحم الدجاج، وهذه (البوسطيلة) وحدها يمكن ان تشبع اربعة رجال وتصيبهم بعسر الهضم والتخمة، بإختصار يحشون بطون البنات في مواسم التسمين قبل الزواج والغريب ان هذا الإفراط في الغذاء الدسم.. لا تبدو عوارضه إلا في الأرداف والصدور.

والمثقفون غالباً وهم كثر في موريتانيا لا يشترطون التسمين عند زواجهم، لكن أهل العروس يشترطون مهلة قبل الزواج يقومون خلالها بتسمين العروس وتثقيفها وتلقينها الشعر بحوره وأصوله.. وهم يقولون :إذا كانت الجزائر بلد المليون شهيد، موريتانيا بلد المليون شاعر.