المقالات

وطن عزيز وقائد ملهم

وطن عزيز وقائد ملهم

 

 هذا العام نلتقي بالذكرى الثانية والتسعين، التقاءً يحملنا عبر ذواكرِ التاريخ إلى آفاق الأمجاد، وكفاح الرجال الذين نقشَ صراعُهم، مستلاًّ مدادًا من حبر دمائهم، ملحمةَ الإباء والمجد، فكانوا موحَّدين وموحِّدين؛ حتى أثاروا حفيظة التاريخ، فكتبهم على ناصيته، ونصروا طريق الحق، فكانوا عروضه وقافيته، وأوقدوا شعلة الحضارة، وانطلقوا بتوحيدهم نحو السماء، يبلغون إلى ذلك الآفاق ولا مبلغ لطموحهم، ويصعدون قمم الشموخ ولا حد لقممهم.

    اليوم الوطني هو صلة الحاضر بالماضي، ولقاء جيل اليوم بأجيال التوحيد، ولحظة التقاء الريادة والتطور بأسس البناء والتشييد، هو يوم يُخَلَّدُ فيه موضعُ كلِّ قدمٍ صنع بها ملك التوحيد والبناء الملك عبدالعزيز رحمه الله وطيب ثراه، قمةً يعيش السعوديون اليوم في أعالي أبراجها العاجية.

    هو اليوم الذي يعيدنا إلى تاريخ ملوك هذه البلاد، رحمهم الله، الذين اقتفوا خطا الملك المؤسس، فظلُّوا عبر مداءات الزمن، وسباق الأمم، جيلا بعد جيل، يضعون لبنات الحضارة، فيصعدون بأبنائهم وأرضهم سلَّمَ الحضاراتِ الإنسانية، همّتُهم واحدة ثابتة كهمةِ الجبال، وطموحهم كالسماء، فهم يقدمون قدومًا لا استرخاء فيه، وينهضون نهضة لا اعتبار لراحة فيها.

    وها نحن اليوم في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، نحتفل بأننا في وطن هو الحضارة الإنسانية كلُّها، وهو الأمنُ كلُّه، وهو المجد كله، نحتفل وقد عانق الشمالُ الجنوبَ، والشرقُ الغربَ، وأخذ الرياضُ بأيديهم جميعا، وأصبحنا في مرآة التاريخ النورَ الساطع، وعلى خريطة العالم الرسم الذي لا يُرى سواه.

   إننا في الذكرى الثانية والتسعين نحتفل ونحن في سباق الزمن لنحقق مع وطننا رؤية 2030؛ إنها الامتداد في مراقي التطور والحضارة، وتحقيقُ مستهدفاتها تحقيقٌ لثبات السيادة في روح هذا العالم، فهي لا تعني الوصول إلى الريادة، بل ديمومتها التي لا ينتهي ارتقاؤها، ولا تعني السموَّ فحسب، بل السمو الذي يتعالى ولا يتوانى.

    أما الإنسان السعودي فهذا يومه الذي أوجبَ عليه أن يرى مكانه العظيم في قلب وطنه؛ إذ ظل محور البناء والوحدة، فكان تعليمه وتأهيله هو أساس الأسس، وركيزة الركائز، بدءًا من التعليم الأساسي وصولاً إلى أرقى أنماط التعليم الجامعي والمهني، تحوطه اهتمامات الصحة، وأمان الاقتصاد، ورخاء الحياة.

   وفي الختام أدعو الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها وعزها في ظل القيادة الحكيمة لحكومتنا الرشيدة، إنه على كل شي قدير

 

د. سلطان مسفر علي ال ربيع الدوسري✍️

عميد كلية الآداب والعلوم بوادي الدواسر