المقالات

على هامش اليوم العالمي للسكري 

على هامش اليوم العالمي للسكري 

✍🏼 ملهي شراحيلي

في مثل هذا اليوم، ١٤ نوفمبر، من عام ١٩٢٢م، ولِد أحد أهم علماء البشرية، وهو العالِم فريدرك بانتنغ، الذي شارك العالِم تشارلز بيست، في اكتشاف مادة الأنسولين، وهي المادة الضرورية لبقاء الكثيرين من مرضى السكري على قيد الحياة. 

ولذلك ومن باب الإعتراف بالفضل لهذا العالِم الفذ، فقد حدد الإتحاد الدولي للسكري، ومنظمة الصحة العالمية، يوم ١٤ من نوفمبر من كل عام يوماً عالمياً للسكري، بغرض التوعية بمخاطر هذا الداء، مع التركيز على أهم المواضيع ذات الصلة بالسكري، وأسلوب الحياة العصرية، والمشاكل الصحية المرتبطة به كالسمنة وسوء التغذية، لاسيما لدى الأطفال والمراهقين، بالإضافة إلى دعم المصابين بالسكري نفسياً واجتماعياً من قبل الحكومات والشعوب في جميع دول العالم.

 

ولأن مرض السكري من أهم أمراض العصر، إن لم يكن أهمها، فقد خصصت دول الخليج العربية أسبوعاً للسكري، نظراً لارتفاع معدل انتشاره، حيث تُعد دول الخليج من أكثر الدول تضرراً في العالم، بهدف زيادة الوعي بأثر مرض السكري في المجتمعات الخليجية.

وتشجيع التشخيص المبكر، وزيادة الوعي بطرق الوقاية من مرض السكري، من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وتمارين الجسم.

 وتعزيز دور الأسرة في التثقيف الصحي في العلاج، ودعم المتضررين.

 

إن الأسبوع الخليجي للسكري، والذي، يبدأ من ٨ نوفمبر، وينتهي باليوم العالمي للسكري، في ١٤ نوفمبر، ليس سوى إشارة رمزية من قبل الجهات الصحية في دول الخليج العربية على أننا في الخليج أكثر حرصاً على صحة مجتمعاتنا، ولأننا نعاني أكثر من غيرنا في دول العالم من داء السكري، فيوم واحد للتذكير والتوعية الصحية بهذا الداء لايكفي، ولذلك تم تخصيص سبعة أيام من شهر نوفمبر، من كل عام للتوعية بالسكري.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه:

ما أهمية الأسبوع الخليجي للسكري، واليوم العالمي للسكري؟

لماذا كل هذا الاستنفار الصحي، والتركيز الإعلامي خليجياً وعالمياً؟!؟

بحسب الأرقام المعلنة على موقع منظمة الصحة العالمية، وموقع وزارة الصحة السعودية، فإن من بين كل خمسة أشخاص يوجد شخص مصاب بالسكري!!.

ويواجه المصابون بالسكري تحديات تؤثِّر على صحتهم الجسدية والنفسية، وقد أظهر مسح عالمي (لمنظمة الصحة العالمية) أن 77% من مرضى السكري يعانون من مشكلات نفسية بسبب المرض.

وبحسب وزارة الصحة في السعودية، فإن 3 من كل 4 أشخاص من المصابين بالسكري، يعانون من القلق أو الاكتئاب أو حالة صحية نفسية أخرى، بسبب مرض السكري.

وأن 4 من كل 5 أشخاص من المصابين بالسكري، يعانون من الإرهاق المرتبط بمرض السكري.

 و75% من الأشخاص المصابين بالسكري، يرغبون في الحصول على دعم أكبر، لتحسين صحتهم النفسية والعاطفية، من مقدِّمي الرعاية الصحية.

 

هذه الحقائق والأرقام لاتبرر الإستنفار الصحي من قبل الجهات الصحية فقط، بل وتقرع ناقوس الخطر لاسيما في دول الخليج نظراً لزيادة معدلات الإصابة بالسكري، وما يترتب عليه من أضرار نفسية للمصابين وذويهم، وما ينتج عنه من خسائر بشرية ومادية، وتكاليف إضافية تكبد خزينة الدولة، من أجل توفير خدمات صحية ومستلزمات طبية للمرضى!!.

 

وهنا ربما يتبادر إلى ذهن القارئ الكريم، السؤال:

ألا يوجد علاج نهائي لمرض السكري؟

وللجواب على هذا السؤال، لابد من معرفة ماهية مرض السكري!!

 

       فماهو مرض السكري؟!؟

 

لايخفى على القارئ الكريم، أن مرض السكري، عدة أنواع!!! المعروف منها لحد الآن: النوع الأول، والنوع الثاني، والنوع الثالث.

وأكثرها انتشاراً النوع الثاني، والذي يأتي بسبب:

النمط الغذائي السيء، وعدم ممارسة أي نشاط بدني، وعدم الحصول على قسط كافي من النوم، مما ينتج عنها سمنة، وبالتالي لايستطيع الجسم أن ينتج أنسولين كافي لحرق السكر في الجسم، مما يتسبب في إرتفاع السكر في الدم، والنهاية يصبح الشخص مريض بالسكري. 

فيضطر لأخذ أدوية السكر، وماهو معلوم للعموم أن جميع الأدوية التي تصرف لمرضى السكري الآن، لا تقضي على السكري نهائياً، وإنما تساعد المرضى على التحكم في السكري في الدم فقط، ولذلك لابد أن يستمر عليها مدى الحياة.

 

ومما لاشك فيه أن مريض السكر، لا يحتاج فقط إلى الأدوية التي تساعده على التحكم في السكر فقط، بل يحتاج إلى الدعم النفسي والمعنوي والاجتماعي من المحيطين به، ليس من باب الشفقة عليه والإحسان إليه، وإنما لأنه فرد من أفراد الأسرة والمجتمع، ويستطيع أن يمارس حياته بكل نشاط وحيوية، وكلما تحسنت حالته النفسية، تحسنت صحته الجسدية والبدنية، بل أن كثيراً من مرضى السكري، خاصة النوع الثاني، يستطيعون التخلص من السكري نهائياً، إذا ما استطاعوا التحكم في السكري، وتلقوا الدعم النفسي والاجتماعي ممن حولهم، خاصةً إذا ما حرصوا على:

الأكل الصحي، النوم الكافي، ممارسة أي نشاط بدني، كالمشي، أو الركض أو السباحة، أو أي نوع من أنواع الرياضة، مع عمل الفحص الدوري كل ستة أشهر.

 

أما فيما يخص الدعم الحكومي لمرضى السكري، فلا يخفى على أحد ماتوليه حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، وسمو سيدي ولي العهد، أبقاه الله، ممثلاً في الخدمات الصحية التي ترعاها وتشرف عليها وزارة الصحة، من أدوية طبية، ومستلزمات علاجية، ناهيك عن توفير البيئة الصحية من خلال أفضل المستشفيات العامة والمتخصصة، والمراكز الصحية، المدعومة بأمهر الكواد الطبية، بالإضافة إلى توفير الكواشف وملحقاتها، وكلها بالمجان، وليس فقط في الأسبوع الخليجي للسكري، أو اليوم العالمي للسكري، بل على مدار العام.

وماذاك إلا لأن الإنسان وصحته من أهم أولويات حكومة المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة أعزها الله. 

MelhiSharahili@gmail.com