المقالات

السعودية .. صانعة السلام الأولى

السعودية .. صانعة السلام الأولى

بقلم: فلاح بن علي الزهراني

لقد دأبت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على اتخاذ موقف ثابت وصريح لنصرة القضية الفلسطينية، من خلال التحركات الفاعلة والعملية، والتي أدت إلى إقناع الدول بعدالة القضية الفلسطينية. تلك الجهود الحثيثة التي أسفرت عن عقد “مؤتمر التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين”، والذي حظي بتأييد 142 دولة لقيام دولة فلسطينية ذات كيان مستقل على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية، وما أعقبها من اعترافات بالدولة الفلسطينية، عبر جهود متواصلة للدبلوماسية السعودية التي غيرت معادلة التوجهات الغربية من الدعم للكيان المحتل إلى مناهضة تصرفاته الرعناء وهجماته الغوغائية، لتتحول إلى مؤيدٍ لحل الدولتين وفرض السلام العادل والشامل، الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه المغتصبة أسوة ببقية شعوب العالم.

 

لقد أثمرت التحركات السعودية في كسب الرأي العام الغربي، حكوماتٍ وشعوبًا، لصالح القضية الفلسطينية، وهو ما شكّل ضغطًا على الإدارة الأمريكية، ليدلي بعدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس الحكومة الإسرائيلية بقوله: “لا يمكن لإسرائيل مواجهة العالم”، الأمر الذي مهّد الطريق لعقد “قمة شرم الشيخ” على الأراضي المصرية، والتي ترأس فيها سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان وفد المملكة بالنيابة عن سمو ولي العهد. إذ شهد سموه توقيع الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا على اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، في خطوة أولى لوقف شامل للحرب، وضمان استمرار تدفق المساعدات، وإتمام عمليات تبادل الأسرى والرهائن، والعمل مستقبلاً على إعادة الإعمار في قطاع غزة.

 

لقد كان لكلمات سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في اللجان التنسيقية والمحافل ومؤتمر حلّ الدولتين في نيويورك، وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي قمة السلام في مصر، صدى واسع من الإشادات والرضا، مما يؤكد صلابة الموقف، والشجاعة في قول الحق، وكذلك صدق التوجه والنية المخلصة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المكلوم، من منطلق ديني وإنساني، وفقًا لمقتضى المسؤولية التي تشعر بها المملكة تجاه قضايا الأمة كواجب أخلاقي ومصير مشترك.

 

إن الجهود السعودية المتواصلة والمكثفة، سيما في الآونة الأخيرة، لا تخفى على القاصي والداني، ولا ينكرها إلا جاحد. ذلك ما جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحكم معرفته التامة، يُذكّر بجهود سمو ولي العهد، صانع السلام الحقيقي، على سبيل الاعتراف الضمني بدوره المحوري في فتح مسارات الاتفاق، بقوله:

“أود أن أشكر ولي العهد الأمير #محمد_بن_سلمان، فهو صديق مخلص، ويقوم بعمل رائع”.

 

نعم، يستحق سمو ولي العهد الشكر والتقدير والعرفان.. يجب أن يُذكر ويُشكر.. يستحق أن يكون شخصية العام الذي صنع السلام والأمان في الشرق الأوسط. لقد حافظ على توازن علاقات الشرق بالغرب، وأطفأ كثيرًا من النزاعات، وحلّ الكثير من الخلافات، وها هو يرسي الهدوء والاستقرار في المنطقة. إذ هو مهندس اتفاق إنهاء الحرب في غزة، وهو من رفع الحظر عن سوريا، وهو من جمع الفرقاء السودانيين في جدة، كما جمع أطراف الحرب الروسية الأوكرانية، وهو من قام أيضًا بتهدئة التوتر بين الهند وباكستان.. ألا يستحق بجدارة أن يكون رجل السلام، وأن يُمنح جائزة نوبل للسلام!