
✍🏼محمد الرياني
ليت صوتي لم يصل ، كان مساء فاتنًا عابقًا بالرذاذ ، كان النهار في أوله صاخبًا حارًّا ألقى الصيف بكل ثقله ، ولكن المساء أبى إلا أن يكون ندًّا للحر ؛ فانهمر المساء وأمطرت السماء رذاذًا كي تبرد الأرض ويسكن حرُّها ، جاء صوتي مثل قطر السماء ، قالت بحياء : لأول مرة أسمع صوتًا يناديني بهذه الطريقة ، ظلوا يلحون علي بتغيير اسمي حتى شعرت بالضيق والحرج ، ما أروع اسمي بعد أن سمعته يتردد على لسانك ، الآن أستطيع أن أفتخر وأقول للآخرين بدلوا أسماءكم ،أو اجعلوها مثل اسمي ، أو دعوا فلانًا يقصدونني ليناديكم ، أجبتها مازحًا خجولًا مثلها : أنت تبالغين يا ....
قالت : أرجوك لا تستمر في تعذيبي أكثر .
أكملت لها بأن المساء اليوم مختلف ، قطر السماء أصاب لساني بالحلاوة فنطق اسمك بهذه الروعة ، كان لساني ثقيلًا جافًّا أول النهار ، لو سمعتِه قبل المساء لكان لك رأي آخر .
شعرت بأني سأحبطها وسأجعلها تعود إلى حالة الإحباط الاولى ، قلت لها : هذا المساء رائع بالفعل ، لقد جعل كل شيء جميلًا ؛ الأرض ، الورد ، الوجنات ، العيون البريئة ، وحتى الأسماء كلها على الألسن تحولت إلى أغنيات تطرب السامعين .
قالت : من حسن حظي أن اسمي أمسى رائعًا ، ليت هذا المساء يتكرر كل يوم ، تثقل الألسن في أول النهار وترطب في آخره .
كررت النداء عليها لأرفع روحها المعنوية ، تخيلتها تطوف حول دارها كمن يحتفل بجنون .
غربت الشمس ومازالت السماء ترسل الفرح على الأرض والرذاذ يدغدغ المشاعر ، أظلم المكان من حولي ، لم أكرر نداءاتي لها ، تركتها للمساء كي تحلم بعفوية مطلقة وترى في الأحلام أنها تحمل أجمل الأسماء ، وعلى الآخرين أن يخرجوا في مساءات الرذاذ ويفتحوا أفواههم للرذاذ كي تبدوا الأسماء مثل اسمها ، لا أريد أحدًا يغبطها حتى لايغار منها الآخرون .
في الصباح ، هطل الهتان على الأرض ، كان حظها رائعًا والصيف يغادر المكان ، اقترحت عليها اسمًا من أسماء الربيع ، ابتسمت وهي تقول : لا تمزح لن أبدل اسمي ، من سينادي بأحرفي لاحقا ؟
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات