
في زوايا القلب التي لا تصلها الكلمات، يسكن فخرٌ لا يُقاس، وولاءٌ لا يتزعزع، تجاه رجلٍ استثنائي، لم يكن فقط وليّ عهدٍ لوطنٍ عظيم، بل كان الحُلم الذي استيقظت عليه أمة بأكملها. ليس مجرد اسمٍ يتردد في المحافل، بل هو رمزُ نهضة، وقائدُ تحوّل، ومهندسُ مستقبلٍ صنعه من بين ركام التحديات ووهج الطموح.
في كل كلمة له نجد بوصلة الأمل، وفي كل مشروع نراه يمتد على أرض الواقع، ندرك أننا نعيش فصلاً جديدًا من التاريخ، تُسطّره عزيمة تشهد بها الأمم الأخرى، لم يرضَ بأن نكون في الصفوف الخلفية، بل وضع لنا مكانًا بين الكبار، مزاحمًا عمالقة الشرق والغرب، ليس بشعارات، بل بأفعال تهز الأرض وتبهر العقول. قروناً من الجمود السياسي والاقتصادي لدولٍ عديدة، اختصرها في عقدٍ واحد من الزمن، نقف اليوم على أعتاب مدنٍ ذكية، واقتصادٍ متنوع، كل ذلك بإرادة قائد لم يعرف المستحيل.
إن الكلمات لتعجز عن احتواء ما في قلوبنا من محبة واعتزاز، فكيف نختصرك بمقال، وأنت قصة وطنٍ بأكمله؟ كيف نُعبّر عنك، وأنت من عبّرت عنا في المحافل العالمية، ورفعت اسمنا عالياً في كل مجال؟ أنت فخرنا، وعزّنا، وسندنا بعد الله، ولاءً لك لا يُنافسه ولاء، ومحبةً لا يُدانيها عشق.
إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل مبادراته التاريخية، حين نجح بإقناع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية برفع العقوبات عن الجمهورية العربية السورية، في خطوةٍ إنسانية سياسية تُعيد الأمل إلى قلوب الملايين، وتُعيد لسوريا بعضاً من نبضها العربي بعد سنوات من المعاناة.
هذه الخطوة ليست مجرد موقف دبلوماسي، بل هي شهادة واضحة على نفوذ المملكة العربية السعودية المتصاعد، وعلى حكمة قائدٍ أصبح صوته مسموعًا في عواصم القرار الكبرى. ولي العهد لم يكن وسيطًا تقليديًا، بل كان صوت الأمة، وقلبها النابض، والمعبّر عن طموحاتها وتطلعاتها في لمّ الشمل وإعادة الاعتبار إلى القيم العربية الأصيلة.
اختلطت مشاعر الفرح بالامتنان في قلوب الملايين من أبناء الأمة العربية، نعم، لقد فرحنا من أجل سوريا، وشكرنا من أعاد لها بصيص الأمل في التعافي. الشكر لله ثم لسموه، الذي أثبت مرة أخرى أن السياسة ليست فقط مصالح، بل يمكن أن تكون شرفًا، ومروءة، وإحساسًا بمسؤولية الأمة حيث أعاد رسم ملامح المستقبل برؤية قيادية فريدة، حيث تتلاقى فيها المصالح مع المبادئ، ويجتمع فيها الحزم مع الرحمة.
رجلٌ بأمّة... وأمّةٌ بخطاه تنهض. فسر بنا إلى القمم، فكل قمّة دونك لا تُرتجى.
بقلم/ علي بن عبد الله المالكي
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات