منوعات

الأمير محمد بن ناصر ... شمس الصباح ووجه القمر

الأمير محمد بن ناصر ... شمس الصباح ووجه القمر

✍🏼محمد الرياني

لم يكن حاكمًا إداريًّا أو أميرًا يحكم منطقة شاسعة ، بل كان أميرًا استثنائيًّا بمواصفات نادرة وفريدة ، جاء إلى جازان بكل أناقته وهيبته وخبرته وسياسته ليجعل منها مدينة المدائن وقبلة الحضارة وعنوان التمدن والتطور ، الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز مهما كتبنا عنه فلن نوفيه حقه ؛ هو شمس النهار التي أشرقت على جازان لتكون أرض جازان موسمًا دائمًا للحصاد والنماء ، وهو شمس النهار الذي جعل منتصف النهار عنوان التوهج والازدهار ، في كل بقعة له بصمة وفي كل مساحة ترك أثرًا ، وفي كل جهة رفع سارية للحضارة ، هو وجه البدر الذي جعل من الرمال قصص نجاح ، وهو طل القمر الذي كتب العاشقون على الرمال لغة الحب ، كان محبًّا فمنحه الآخرون الحب وبادلوه إياه ، تشرفت الأماكن بأن خلدت اسمه وهو الجدير بالتخليد ، حملت المدارس اسمه لتكون نبراسًا لرجل هو النبراس الذي لا يخبو ضوءه ، وحملت الصحة اسمه ليكون المستشفى الذي حمل اسمه رمزًا للصحة في المنطقة ، وجاءت الجامعة لتجعل من جازان واحة للعلم والمعرفة ، نذر نفسه خلال ربع قرن لخدمة جازان ليتركها وهي في قمة مجدها وتطورها ، جلب لها المستثمرين بفضل ذكائه فاقتنعوا وساهموا في بناء حضارة امتدت في كل الجهات ، برزت جازان في عهده لتكون واجهة الغروب أروع الوجهات السياحية على الشاطئ ، وامتدت يد العطاء فيراها الناظر من الطائرة ليلًا كالنجوم المضيئة ، وهاهي القصة انتهت بنهاية مفتوحة كي يواصل الذين من بعده مسيرة الخير والنماء والعطاء .

يغادر جازان الأمير الفذ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز بعد أن جعل منها مدينة عالمية المواصفات بعد أن زرع فيها أفكارًا طموحة واستثنائية وجريئة ، نكاد نجزم أن ربع قرن مرت مثل حلم جميل أضحى واقعًا ملموسًا لاينكره أحد .

جازان الآن والتي كتب عن جمالها وسحرها الشعراء والكتاب والمفتونون تظل آسرة بفضل روعتها وجمال شواطئها وجبالها ؛ والتي جعل منها مهندس التنمية قصائد ومفردات تغنى بها الشعراء والكتاب إعجابًا بهذه المنطقة التي جمعت كل حسنيات النماء .

والآن تغادر أيها الأمير جازان وكل الذين بادلوك الحب في جازان يلوحون لك تلويحة المحب الذي غرس اسمه ليبقى مخضرًّا يتضوع كما هي ردائم الفل في مواسم الأفراح .