
السيف له رمزية خاصة عند العرب وغيرها من شعوب الأرض، ولكن العرب اشتهرت بحبها الشديد للسيف اولاً كسلاح في حقبة تاريخية تسّيد فيها السيف أحدث معدات الحرب وأدواتها، فتعددت الأسماء للسيف حتى يقال ان للسيف مئات الأسماء عند العرب وكان أشهرها المهند، والحسام، والصمصام، والبتار، وثانياً لان السيف يرمز للعزة، والأنفة، والبطولة، والنصر، والكرم والسلام، قبل الحرب وتحقيق العدالة.
لقد تفنن العرب في صناعة السيوف وأهتموا بأدق التفاصيل الفنية كالوزن، والطول، والحد، والترصيع بالجواهر وفصلت اجزاءه من الذيبة (رأس السيف) الى النصاب (المقبض)، وهناك أسرار لا يعرفها سوى العرب خاصةً، فالسيف يكرم بعدم سله من الغمد بلا حاجة، ولا يباع مسنونا وانما يترك لفارسه هذا الشرف، وعند الاهداء او التكريم، يقدم السيف باليد اليسرى بالمقبض أولاً ليلتقطه المكرم باليد اليمنى، رمزاً للسلام والمحبة وفي المعركة يقدم باليد اليمنى دليلاً على التحدي كما انه إذا قدم باليد اليمنى وقت السلم فهو دليل على التبعية والاستسلام، وكان أهم ما يغنم من الفارس هو السيف لا الفرس والمال! لذلك تجد ان السلاح او السيف عند العربي يعادل المال والأرض والعرض.
اما السلاح الآخر فهو القلم، كيف لا وقد اقسم الله تعالى به في كتابه الكريم، كيف لا وهو أشد فتكاً من وقع الحسام المهند، به تدّون الأحداث، وتنقل الأخبار، ويسجل التاريخ! وان لم يكن نزيهاً صادقاً ومحايداً فسيختلط الحابل بالنابل، ولست مؤمناً بمقولة ان التاريخ يدونه المنتصرون، فالتاريخ لا يزّور وهناك كاتب واحد منصف! أي نعم ربما يقصدون تنفذ شروط المنتصر، وليس ما وقع من أحداث في تلك المعركة! حتى وان دونّت افتراءً فهناك معهم من عاش تلك الحقبة ومن المؤكد بانه قد روى ما حصل من أحداث له او عليه! وأكبر دليل لايزال اسم فلسطين يردد حتى بعد مرور 77 عاماً من طمس الهوية وتهويد القدس والقضية!
القلم أمانة وشاهد لك او عليك، فاختر لقلمك من أي محبرةً يكتحل، ولا تكن كمن استغاث منهم القلم:
يستغيث القلم والحبر يبكي .... في يد الجاهل رباه لا تدعني
بلطفك في يد عالم أودعني .... لا تكسر جناحي ولا تكبل يدي
فليراقب الانسان حروفه وليتقي الله فيما يدوّن، وليقل خيراً أو يصمت!
✍🏼علي بن عبد الله المالكي
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات