
الظهران - مريم الأحمد
في تعاون مشترك بين مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) وجمعية السينما، يُقدّم مهرجان أفلام السعودية برنامج “أفلام النخلة الذهبية” خلال الفترة من 26 إلى 28 يونيو الجاري، مستعيدًا باقة من الأفلام الفائزة في دورات المهرجان السابقة بجائزة النخلة الذهبية، في خطوة تهدف إلى إحياء ذاكرة المهرجان وتعزيز فرص التلقي النقدي لتجارب صنّاع الأفلام السعوديين. ويُقام البرنامج في مركز (إثراء) بالظهران، بوصفه امتدادًا لجهود المهرجان في دعم المبدعين بعد التتويج، عبر عرض أعمالهم مجددًا في فضاءات ثقافية مختلفة تمنحها زخمًا جديدًا من التأمل والتفاعل.
تنطلق فعاليات البرنامج مساء الخميس 26 يونيو بعروض تحمل طابع الكوميديا والدراما، إذ تبدأ بمجموعة من الأفلام القصيرة ذات الطابع الساخر التي تعبّر عن تنوع الحس الفكاهي في السينما السعودية، من خلال أفلام “بيضة تمردت” للمخرج سلطان ربيع، و”المدرسة القديمة” لعبدالله الخميس، و”قن” لمجتبى الحجي، و”يوم سعيد” لمحمد الزوعري، حيث تتراوح الرؤى بين العبث والمفارقة في معالجة الحياة اليومية. أما الشق الدرامي في اليوم الأول، فيظهر من خلال فيلم “لسان” للمخرج محمد السلمان، الذي يتناول أزمة فلاح بسيط بين مشاعر الحب وثقل الموروث، وفيلم “وسطي” للمخرج علي الكلثمي، الذي يعيد تمثيل واقعة مسرحية مثيرة للجدل شهدتها جامعة سعودية، ضمن معالجة حوارية للصراع بين التعبير الفني والنزعة المحافظة.
في اليوم الثاني من البرنامج، الجمعة 27 يونيو، تنتقل العروض إلى السينما الوثائقية، من خلال ثلاثة أفلام ترصد جوانب من الحياة الاجتماعية السعودية. يُعرض أولًا فيلم “جوي” للمخرجة فايزة أمبا، والذي يوثّق تجربة ثلاثة فتيان من جدة في مشروع “سينما الحارة”، وما يحمله من أثر ثقافي ومجتمعي، يليه فيلم “دينمو السوق” لعلي باقر، الذي يصوّر تفاصيل يوم من حياة رجل ستيني يعمل دلالًا في سوق الحراج، ثم يُعرض فيلم “أصفر” للمخرج محمد سلمان، مستحضرًا تاريخ سيارات الأجرة الصفراء التي كانت تجوب شوارع المدن السعودية، في توثيق بصري لرمز حضري اندثر.
أما يوم السبت 28 يونيو، فيشهد عروضًا درامية تتنوّع بين الواقعي والتجريبي، وتُختتم بندوة ثقافية موسّعة. يبدأ اليوم بعرض فيلم “أجراس بافلوف” للمخرج خالد فهد، والذي يقدم معالجة نفسية بأسلوب تجريبي يستلهم فكرة الاستجابة التلقائية، ثم فيلم “ميرا، ميرا، ميرا” لخالد زيدان، حيث يجد البطل نفسه عاجزًا عن الكلام باستثناء كلمة واحدة تقوده إلى اكتشاف غامض في حيّ مهدد بالهدم. كما يعرض فيلم “أغنية البجعة” للمخرجة هناء العمير، الذي يعيد تقديم نص تشيخوف من خلال أداء مسرحي يفتح أبواب التأمل في الذات والهوية، بينما يسرد فيلم “قصة صالح” للمخرج زكي العبدالله تفاصيل حياة فتى يعمل على توصيل الخضروات لإعالة والده المسن. ويُختتم اليوم بفيلم “هوبال” للمخرج عبدالعزيز الشلاحي، الذي يعود إلى ما بعد حرب الخليج، ليسلط الضوء على معاناة عائلة بدوية تواجه شبح المرض وسط العزلة والصحراء.
ويتخلل عروض اليوم الثالث ندوة بعنوان “السينما السعودية حتى 2025”، يقدّمها الباحث والناقد د. محمد البشير، وتستعرض التحولات البنيوية التي مرت بها السينما السعودية، من المبادرات الفردية إلى الإنتاج المؤسساتي، ومن التوثيق إلى النضج السردي، كما تناقش الندوة تطور الذائقة الجماهيرية وتزايد الأثر الاجتماعي للفن السابع، مستندة إلى كتاب الدكتور البشير الذي يحمل الاسم ذاته.
من جهتها، أوضحت ندى اللحيدان، مديرة البرامج في مهرجان أفلام السعودية، أن هذا البرنامج يندرج ضمن رؤية المهرجان لتوسيع دائرة التلقي والاحتفاء بالأفلام الفائزة خارج إطار الدورة السنوية. وأشارت إلى أن البرنامج سبق أن قُدّم في سينما حي بجدة وسينما الجديدة في العلا، كما امتد دوليًا من خلال الشراكة مع مهرجان “شورت شورتس” السينمائي في طوكيو، حيث عُرضت مجموعة من الأفلام السعودية الفائزة ضمن برنامجه الرسمي، ما يعكس حضورًا متناميًا للسينما السعودية في المشهد العالمي.
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات