منوعات

كان ياما كان

كان ياما كان

✍🏼محمد الرياني

لم يكن حلمًا ولم يكن حقيقة ؛ ولكنه رأى ما يشبه الأحلام وما يشبه الحقيقة ، لم يكن نومًا عميقًا سبح فيه في بحر من الأحلام ، أو يومًا هانئًا ينتظر فيه مفاجأة سعيدة ، كان يومًا مختلفًا ، بالنسبة له لا يعرف سر اختفاء لم يعهده ، ولم يعتد عليه ، في كل يوم تبعث له أربع نقاط هكذا .... بعدد حروف الحب ، يفهمها جيدًا وبعض الأيام يأتيه قلب أحمر أو وردة جميلة بلا إضافة كتابة عليها ، غابت وغابت نقاطها وحروفها وتوارت مثل نسمة رقراقة مرت واختفت ، يسأل نفسه ! أي سر يقف وراء هذا الاختفاء المفاجئ غير المعهود ، ليس بمقدوره أن يفعل شيئًا يبعث الحياة من جديد في وردة حمراء أو نقاط رائعة تتصبب من فرط وُدِّها ، في نهاية المطاف كان لزامًا أن يجعل النهار ظلامًا أو يشبه الظلام ، أغلق الباب جيدًّا ، جعل مفاتيح الإضاءة في وضع الإغلاق ، من حسن الحظ لم يطرق أحد الباب ، تأمل في الحالة التي لا تشبه الأحلام ولا تشبه الحقيقة ، أعاد تقليب الرسائل من جديد ليعيش الواقع ، لم يجد في الرسائل تلك التفاصيل التي تدفع لأن يحيا عالمًا بين الظلمة والوضوح ، فتح الباب وأشعل مفاتيح الغرفة والحقيقة ، مر بعض النهار مثل جاثوم مزعج ، دعا صغيرته لحل واجباتها ، وليسمع منها قصة ، تقول له فيها : كان يا ما كان ، جلست إلى جواره ولم تبدأ بحل الواجب ، قالت معي قصة ، ابتسم لها وهو في غاية الفرح ، قالت : كان ياما كان ، فيه بابا ، وقفت عنده كثيرًا مع كراستي ، أغلق الباب ، وأغلق الإضاءة ، ولم يرني كل هذا الوقت ، أكمل لها القصة ، قال لها : ثم قام يحل مع صغيرته الواجب حتى اكتمل ، انتهى حل الواجب ، رسم لها على كراستها الصغيرة وردة حمراء جميلة تشبه وجنتيها ثم ضمها بحنان ، قال لها بعد ذلك : غدًا لن تنتظري كثيرًا ، ستكتبين الواجب وتحته وردة حمراء لايستحقها غيرك .