
اليوم السادس والعشرون من شهر رمضان الموافق للواحد والعشرين من يوليو/ حزيران 2017 كان حدثاً مهماً لكل السعوديين، صنع فارقاً في النهضة الحديثة للمملكة العربية السعودية، بل مثل نقلة نوعية غيرت مجرى التاريخ لتضعنا في مصاف الدول الكبرى ذات الثقل العالمي في مختلف المجالات بفضل الله- سبحانه وتعالى- ثم برؤية ثاقبة ومستهدفات واعدة لسيدي الكريم ولي العهد، والتي جاءت شاملة وافية ذات نظرة مستقبلية بتخطيط مسبق، وآليات محددة، وأهداف مرعية، وغايات واضحة، بمدى زمني مرسوم (2030) لتكون بمثابة خارطة طريق تضع الأمور في نصابها الصحيح؛ دون أن تدع للاحتمالات المتأرجحة أو النسب المتفاوتة أي مجال، لتنفذ بدقة متناهية ومنهجية مدروسة، لتكون نموذجاً للحوكمة المتقنة التي هي عماد الثقة المطلقة فكانت منطلقاً ديناميكياً للابتكار والإبداع والتنافسية العالية، التي خلقت فرصاً واسعة واستثمارات متنوعة ومتعددة، كما أوجدت حراكاً اقتصاديا وتفاعلا مجتمعيا محتدماً، وتطورا تقانيا أسس لمراكز بحثية ومدن صناعية وأخرى ذكية وتقنية، كما مهدت الطريق لجذب رؤوس أموال واستقطاب شركات عالمية كمقار دائمة أو فروع ثابتة، لتسهم في توسيع مجالات الطاقة أو التصنيع أو التنوع الاقتصادي، إضافة لما فرضته تلك الرؤية من ضرورة تسارع وتيرة مواكبة النهضة؛ بتطوير العديد من الأنظمة والقوانين والوزارات والمصالح الحكومية والأهلية، كتجديد ومسايرة للحداثة، ومتطلب لتحقيق الغايات المنشودة، فكان من ثمراتها الحكومة الإلكترونية( الأتمتة) التي استطاعت أن تضع السعودية في المقدمة بسرعة الإنجاز لجميع الأغراض الحياتية، كما تطورت تبعا لذلك مسرعات الأعمال وأنظمة العمل وجودة الحياة، ومؤشرات الآداء ودقة الإتقان، لتضع الكفاءة نصب العين لضمان البقاء والديمومة والموثوقية، ولتضع بصمة متميزة شعارها( صنع في السعودية) كعلامة تجارية ذات مسؤولية مشتركة، تفرض الانتشار والتداول الجيد بموثوقية عالية!!
إن ما نشهده حالياً من تقدم حضاري يتمثل في التنوع الاقتصادي واستخراج والثروات والمعادن، أو في إنشاء المدن الاقتصادية والصناعية أو السياحية، بمواصفات عالمية عالية ومنافسة، أو التوسع والتطور في المدن الكبرى القائمة كالرياض وجدة، أو الاهتمام بالأماكن المقدسة والمعالم التاريخية والأثرية، أو الطاقة المتجددة والنظيفة، أو الربط الشبكي بطرق حديثة سواء البرية السريعة أو السكك الحديدية، أو المطارات والمواني أو المنشآت الرياضية أو التعليمية، أو الترفيهية أو الأسواق الحرة التجارية؛ لهو مؤشر على القوة الاقتصادية والنمو المتسارع في مملكتنا العزيزة، كما أن استضافة المملكة للعديد من المعارض العالمية منها ( إكسبو)، أو المونديالات المختلفة( فورميلا، الألعاب الرياضية المختلفة)، أو الحدث المنتظر ( كأس العالم 2034)؛ لأكبر دليل على أن السعودية فرضت نفسها كقوة عظمى، تحظى باحترام عالمي وتقدير دولي، جعلها تتبوأ الصدارة في ظرف زمن يسير، بفضل تطلعات ولي العهد وقيادته العبقرية؛ لدفة الأمور السياسية والاقتصادية والتنموية على الصعيدين الداخلي أو الخارجي.
كما أن اختيار المملكة لتكون مقرا للتحكيم العالمي والمصالحة بين أكبر قطبين أزليين؛ لتكون النتيجة تقارب وأتفاق يذيب الخلافات العالقة، التي كادت أن تتطور لحرب عالمية ثالثة تفتك بالعالم أجمع؛ برعاية ولي العهد الذي حظي بالرضا والإشادة من كل الأطراف والعالم أجمع، وما ذلك إلا دليل على المكانة المرموقة والثقة المطلقة في المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين- حفظهما الله ورعاهما- لتتبوأ الرياض لقب عاصمة القرار وجامعة الوفاق العالمي ومركز المصالحة بين الفرقاء والمتنازعين!
إن كل ما تحقق من إنجازات سياسية أو اقتصادية أو تنموية لم يكتب لها النجاح إلا بتوفيق الله، ثم بتلك الهندسة القيادية؛ التي حصدت تقدما مذهلا بحسابات دقيقة، ورؤية ثاقبة، ومنهجية عبقرية تتسم بالشفافية والحصافة، لترفع شعار الحرب على الفساد كإحدى آليات العدالة والموضوعية، ولتضرب بيدٍ من حديد على يد كل من تسوّل له نفسه استغلال النفوذ؛ تهاوناً أو تبديدا للمال أو المصالح العامة، وذلك لضمان التنفيذ السليم المتقن لما هو مخطط له في الوقت المحدد بدقةٍ وكفاءة!
ونحن نعيش الذكرى المجيدة الثامنة لتولي الأمير محمد بن سلمان؛ ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء، ليجد المتابع الدهشة تتغشاه أمام تلك الإنجازات المبهرة التي تحققت في وقت قياسي بعمر الزمن، ربما لم تتحقق لدول كبرى في ثمانية عقود أو يزيد، وكأنما نحن نسير بسنوات ضوئية نظير حجم المشاريع والتقدم المذهل في مختلف المجالات!
إضاءة قلم:
إن ذكرى البيعة لولي العهد تمثل لنا- نحن السعوديين- لوحة شرف وطاقة طموح متجددة؛ توثق عرى المحبة والولاء، كما تذكي معاني الشكر والامتنان لسموه على ما ننعم به من سعادة ورفاه، والتي تمثل أعلى مقاييس جودة الحياة!
حفظ الله والدنا المفدى الملك سلمان، وسيدي سمو ولي العهد؛ الشاب الطموح الأمير محمد بن سلمان، وأمدهما بعونه وتوفيقه، وجزاهم عما يقدمونه للبلاد والعباد خير الجزاء!
✍🏼الكاتب: فلاح بن علي الزهراني -
مكة المكرمة
@alzahrani_falah
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات