منذ 3 أيام المقالات

الضمير الحي والضمير المريض

الضمير الحي والضمير المريض

كنت أظن أن الجميع استفاد دروسًا من أزمة كورونا يمكن تطبيقها كأسلوب حياة دون تهاون أو كسل، إلا أن الواقع، وبمجرد انقشاع الغمة، عادت حليمة لعادتها القديمة، فلا نظافة يدين، ولا كمامة، وبطّلنا لبس القفازات، ولم يعد ذلك الخوف من لمس مقابض الأبواب وعربات التسوق وغيره.

 

ما أسرع الناس في نسيان الماضي، بعد أن كانت المعقمات وكل وسائل الوقاية تملأ البيوت والمكاتب، بل أُقفلت المساجد أو سُمح بتباعد صفوف المصلين، وأيضًا صارت الأعمال تتم عن بعد، ومثلهم طلاب التعليم بكل مراحله، وعُطّلت الاحتفالات، وكادت عجلة الاقتصاد تتوقف لولا لطف الله ورحمته.

 

سنتان وربما أكثر كانت الجهود على أشدها لمكافحة الفيروس، أو ما يعرف بمرض كورونا، إلى أن ارتفع، أو قل: تولدت القناعة بأن الفيروس وغيره من الفيروسات يقل وينتشر حسب وعي المجتمع وقدرته على حماية نفسه نظافةً ومكافحةً وابتعادًا عن التجمعات والأماكن المغلقة.

 

بل إن من العلماء من أجاز الصلاة في البيت لمن كان عنده زكام، وقالوا بنيل الأجر من الله لمن حبس نفسه حتى لا يكون سببًا في نقل المرض للآخرين، فهل التزم الناس بالفتوى أو استفادوا من الدروس؟

 

الواقع أن الاحترازات قلت، ولم يعد الناس يخافون، وقد شاهدنا الكثيرين في المساجد والأسواق يعطسون ويسعلون دون أن يلبسوا كمامات أو قفازات، ولهؤلاء نقول: ألا تحبون لأنفسكم الخير والعافية؟ الجواب: بلى، إذاً الجميع ينشد العافية، وفي الحديث: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

 

أتمنى أن نستعيد الدروس ونفعّل الاحترازات، وخاصة لبس الكمامة عند الحضور للصلاة في المساجد، وطلاب المدارس، وفي قصور الأفراح والأسواق، وذلك لمن يشكو من زكام ونحوه؛ لمنع انتشار المرض بين الناس، وهذا أعتبره المعيار الصحيح بين الضمير الحي والضمير المريض. عافانا الله وإياكم من جميع الأمراض.

✍🏼عبدالله عبدالرحمن الغيهب