
✍🏼الكاتب / أحمد الخبراني
بين الأمل والتحدي، يسير المنتخب السعودي في رحلته نحو كأس العالم 2026، محمَّلاً بآمال الجماهير، وتاريخٍ يزخر بالمجد. ليست مجرد تصفيات، بل قصةُ كفاحٍ تُكتب على الملاعب الآسيوية، حيث يواجه “الأخضر” خصوماً شرسين، ويصارع من أجل أن يبقى اسمه محفورًا بين كبار العالم.
في هذه التصفيات، يعيش الوطن كل لحظة بشغفٍ وترقب، فكل صافرة حكم تُشعل الحماس، وكل تمريرة دقيقة تنبض بها القلوب، وكل هدف يُسجَّل، يتحوَّل إلى نشيدٍ يردِّده العاشقون لهذا المنتخب. حتى اللحظات العصيبة، والانتصارات الصعبة، كلها محطات في طريقٍ طويل، نؤمن بأنه سينتهي هناك.. في أرض المونديال.
في سباق التصفيات، يقف “الأخضر” أمام تحديات جسام، بين مواجهاتٍ لا تعرف الرحمة، وطريقٍ محفوف بالمخاطر. برصيد 9 نقاط، يواصل المنتخب السعودي صراع الكبار في مجموعته، حيث تتقدَّم اليابان وأستراليا في الترتيب، لكن الفرصة ما زالت قائمة، والحلم لم يتلاشَ.
جاء الانتصار على الصين بمثابة رسالة واضحة: “نحن هنا، ولن نتوقف”. لكن القادم أكثر صعوبة، فالمواجهات الثلاث المتبقية أمام اليابان والبحرين وأستراليا لا تحتمل الأخطاء، بل تتطلب روحًا لا تعرف الانكسار، وقلبًا لا يعرف الخوف.
فاليابان بصلابتها، والبحرين بطموحها، وأستراليا بقوتها، كلها محطات في طريقٍ واحد.. طريق لا يُفتح إلا للأقوياء، ومن يريد العبور، عليه أن يكون مستعدًا لتقديم كل ما لديه.
ولم يكن المنتخب السعودي يومًا ضيفًا عابرًا في المونديال، بل كان ولا يزال رقماً صعباً في القارة الآسيوية، وخصمًا لا يُستهان به على الساحة العالمية. فمنذ أول تأهل له عام 1994، حين أبهر العالم بأدائه ووصوله إلى دور الـ16، وحتى مشاركاته الأخيرة، كان دائمًا يحمل معه أحلام شعب بأكمله.
واليوم، يقف الأخضر على أعتاب مجد جديد، بعيون تتطلَّع إلى المستقبل، وعزيمة لا تهتز. لا يهم كم ستكون الرحلة صعبة، فالتاريخ لا يُكتَب بسهولة، بل يُنحت بجهود الأبطال، وبإصرار من لا يرضى إلا بالمجد.
والأخضر ليس مجرد فريق، بل هو هوية، وحكاية وطنٍ يعشق كرة القدم، ويرى فيها امتدادًا لطموحه الكبير. واللاعبون، وإن كانوا أحد عشر رجلاً في الملعب، إلا أن خلفهم الملايين، قلوبهم تنبض بنفس الإيقاع، وصوتهم يهتف بصوت واحد: “معاك يا الأخضر”.
المباريات القادمة بإذن الله لن تكون مجرد لقاءات عابرة، بل ستكون معارك تُخاض بروح الأبطال، وبإيمانٍ لا يتزعزع بأن كأس العالم لا يقبل إلا من يُقاتل لأجله حتى النهاية.
ولو أن الطريق وعراً نوعاً ما ، لكننا نثق بأن الأخضر، كما كان دائمًا، يعرف كيف يحوِّل التحديات إلى انتصارات، وكيف يكتب التاريخ بقدميه على المستطيل الأخضر.
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات