
✍🏼محمد الرياني
هذا العيد فرحة استثنائية بالنسبة لي ، العيد كان يمثل اللون الأبيض بالنسبة لي ، والفرحة دائمًا أراها بلون النجوم ولون القمر ووجوه الصغار الأنقياء وبراءتهم ، وبروز أسنان الفاتنات المبتسمات مساء العيد وعندما تشرق شمسه ويزهر صباحه ، أتذكر المزاهر البيض التي كانت تصنعها (صباح ) بيدها لساكنات الحي ، غير أن هذا العيد تذكرت فيه قهوة القرنفل التي كنا نتناولها في الصباح مع قطع البسكويت أو لقيمات الخبز البلدي ، وفي هذا العيد جاءتني ساعة هدية بلون القرنفل غير تلك الساعات السود أو البيض التي اعتدت ارتداءها حول معصمي القرنفلي أيضًا ، ساعة هذا العيد قرنفلية رائعة تشبه لون القهوة الأصيلة التي كنت أحتسيها تحت ظل عشتنا القديمة والعيد يطوف حول ظلال العشش في قريتنا البريئة ، طرأت لي فكرة عجيبة ، قلت لنفسي بدلًا عن أبيض في أبيض اجعلي العيد يانفس قرنفليًّا ، أوعزت للخياط أن يكون لون ثوبي يشبه الساعة وأطلعته عليها ، واخترت شماغًا ذهبيًّا يناسب لون الثوب ، ومررت على بائع الأحذية فابتعت منه جزمة تقترب من لون الثوب والشماغ ، أشرق العيد وعلى جسدي فرحة قرنفلية ، واكتملت فرحتي بقهوة السابقين الذين احتفلوا بالعيد على ظلال العشش البائدة ، كنت مزهوًّا والأنظار تحيط بي ، بينما تحاصرني الأسئلة عن سرِّ القرنفل في يوم العيد ، احتفلت بالعيد استثناء ، ومع كل لحظة فرح أنظر إلى ثوبي الأنيق وأنظر أسفل مني وأنا أحرك قدمي وعلى رأسي تاج أصفر يملأني سعادة ، احتفلنا بالعيد ، كان يومًا قرنفليًّا بطعم القهوة القديمة وشذى الأنسام التي كانت تطوف حول عشتنا الرائعة وعيون الراحلين تسكب دموع الفرح ، لم يسألني أحد هل سأكرر الاحتفال القرنفلي في كل عيد ؟ لم أجب ! لكن اللون الأبيض يظل يسكن الأماكن ويلف المشاهد وإن حضرت القهوة وسكبت لونها على أردية الفرح ، اقترب النهار نحو المضي في أحضان الليل وأنا أفكر في حال القرنفل إذا داهمه سواد الليل وعن الفرحة الكبرى ، لم أكترث ؛ فالعيد بقرنفله وبياضه سيبقى هو العيد ، بقيت أنتظر المساء لأرى النجوم كي تتلألأ لتفرح مع أهل الأرض وأنا معهم والفرحة البيضاء تغلب كل شيء وإن فاحت رائحة القرنفل وتألق عبير العطر على ثوبي الأسطوري .
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات