
تفصلنا عن العشر الأخيرة من رمضان ساعات معدودة، وبهذا تكون العشر الأولى والثانية قد انتهت وبقيت العشر الأخيرة من الشهر، والتي هي عتق من النار.
العشر الأخيرة من رمضان تتميز عن بقية ليالي رمضان بوجود ليلة القدر، وهي ليلة تحمل الكثير من البشائر، ليس مغفرة الذنوب وحدها، بل إنها خير من ألف شهر، فيها أنزل القرآن، وفيها تتنزل الملائكة، ليلة كلها سلام، قال الله تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر).
في هذه العشر تُضاعف الجهود لاغتنام خيراتها، ومنها ليلة القدر، التي ذكر العلماء أنه يُكتب فيها مصائر الناس من حياة وموت ورزق وفقر. هذه الخيرات العظيمة كم نحن بحاجة لها، فأحسن استقبالها (أعني العشر الأخيرة من رمضان) بنية صادقة وعمل مخلص ليكتب لك من الأقدار أجملها، ومن المصائر خيرها.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر شد المئزر وأيقظ أهله، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر –أي العشر الأخيرة– من رمضان شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”.
العشر الأخيرة من رمضان هي أفضل أيام رمضان، فيها تُغفر الذنوب، وفيها العتق من النار، فحريّ بالمسلم أن يعمرها بكثرة الذكر والاستغفار وقراءة القرآن والمحافظة على الصلوات، ليفوز بعظيم الأجر من الله، والعتق من النار، ويكتب له ما يرجوه من خير الدنيا والآخرة.
✍🏼عبدالله عبدالرحمن الغيهب
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات