
✍🏼محمد الرياني
....وكأنه حلم ، وكأنه واقع ، التقى الحلم بالواقع ، الحقيقة والخيال ، اجتمعت الكتب في دار الكتب ، أليست جازان هي قبلة القراءة والكتب ؟
أليست هي مهد الحرف والكلمة والقلم ؟
أليست هي التي كتب أهلها بماء بحرها أعذب الكلم ؟
أليست هي التي استل ساكنوها من سنابل سهولها ريشًا لتخضر الكلمات ؟
أليست هي التي نطق من قممها أروع القوافي وأجمل ما خط القلم ؟
حلم تحقق في جازان وهي التي غرد على بساطها رموز الشعر والحرف والكلم ، أسماء ورموز سطروا للوطن أروع القصائد وأعظم ملاحم السرد وأزكى العبارات .
جازان تقرأ منذ ولدت ، وتكتب منذ أن كانت أرضها بساطًا مثل ورق ناصع يستحث الكتابة ، ومنذ أن كانت حقولها خضراء تملأ السطور بهجة ونضارة ، تتحول الخضرة حروفًا بمجرد أن يراها الساكنون على أرضها ، ومنذ أن كانت ردائمها تتعزل بضوء القمر فتتألق الرمال ويزداد الساهرون من أجل أروع المساءات .
جازان تقرأ ومعرضها يمور بالزائرين الباحثين عن الحروف المسطرة التي عشقوها منذ القدم ، وكأنه حلم نراه في معرض فاتن ، أبدع المنظمون ، استقبلوا الضيوف أروع استقبال ، بسمات مشرقة كإشراقة الشمس على أول النهار في جازان ، واستقبال عند المساء كروعة الشمس وهي تغازل البحر عند وداع يوم رائع ، سبعة أيام حافلة ، غنية بأصناف الكتب ، ثرية بالمعرفة ، متنوعة بالعلوم والفنون ، زاخرة بالشعر والسرد ، فاتنة بحسن الترتيب والإعداد ، كل المعارض كانت رائعة ؛ إلا أن جازان بدت عروسًا فاتنة في ليلة قمرية توسط فيها القمر دون غشاوات تحيط به ، وفي نهار العرس ألقت الشمس شعاعًا فريدًا أشعل صباحات الكتب كي ينهل القادمون من معين الثقافة والفنون .
ما أروع الحلم الذي جاء حقيقة واقترب من الرحيل !
جازان تقرأ وستظل تقرأ وسيبقى معرضها ٢٠٢٥م في الذاكرة حتى يأتي معرض آخر معه شموس وأقمار ونجوم يضيئون فضاءات هذه الفاتنة التي تقرأ على ضوء الشمس وتحت ضياء القمر ، ومن بعيد تأخذ من نور النجوم كي تستمر القراءة .
جازان تقرأ حتى لو غاب الضوء ومعه النور ، ما أروع جازان وهي تقرأ في معرضها التاريخي ٢٠٢٥ م !
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات