![لماذا الزي الوطني لطلاب الثانوي؟!؟](https://newspens.sa/storage/uploads/22/img-20240404-wa0011-38.webp)
✍🏼 ملهي شراحيلي
بعد أن صدرت تعليمات وزارة التعليم، طبقاً لتوجيهات ولي العهد، بإلازم طلاب المدارس الثانوية الحكومية والأهلية بالتقيد بالزي الوطني ( الثوب والغترة أو الشماغ) بالنسبة للسعوديين، والتقيد بارتداء الثوب بالنسبة لغير السعوديين، ربما يتساءل البعض:
لماذا الزي الوطني لطلاب الثانوي؟!؟
وما الفائدة من إلزام طلاب المرحلة الثانوية بالزي الوطني؟
وهل إلتزام طلاب الثانوية بالزي الوطني، سوف ينعكس على أدائهم الدراسي؟
وما أهمية اللباس بصفة عامة؟!؟
ألم يقل الإمام الشافعي، رحمه الله:
عَلَيَّ ثِيابٌ لَو تُباعُ جَميعُها
بِفَلسٍ لَكانَ الفَلسُ مِنهُنَّ أَكثَرا
وفيهِنَّ نَفسٌ لَو تُقاسُ بِبَعضِها
نُفوسُ الوَرى كانَت أَجَلَّ وَأَكبَرا
ما ضَرَّ نَصلَ السَيفِ إِخلاقُ غِمدِهِ
إِذا كانَ عَضباً حَيثُ وَجَّهتَهُ فَرى؟!؟
والسؤال الأهم:
هل إلزام طلاب الثانوية بالزي الوطني، لتحسين مظهرهم أم لتحسين مستواهم التعليمي؟
ألم يقل أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
لَيسَ الجَمالُ بِأَثوابٍ تُزَيِّنُنا
إِنَّ الجَمالَ جَمالُ العَقلِ وَالأَدَبِ.
إن إلزام طلاب المرحلة الثانوية بالزي الوطني، (من وجهة نظري الشخصية المتواضعة) ليس رفاهية كما يراه البعض، ولا نوع من الكماليات الجمالية أو الفشخرة، كما يعتقد البعض الآخر، ولا حتى لتحسين المنظر في البيئة التعليمية، بل أنه يعالج قضية من أهم وأعقد القضايا التربوية والاجتماعية، ألا وهي الشعور بالانتماء، وترسيخ الهوية الوطنية.
إن طالب المرحلة الثانوية تحديداً في مرحلة عمرية بالغة الأهمية، وهو في هذه المرحلة يبحث عن كل مايُشعره بأنه رجل يمكن الإعتماد عليه، وأنه لم يعد طفلاً، ولذلك فهذا القرار يحقق لهم قيمة كانت مفقودة، ويشبع لديهم رغبة الشعور بالمسؤلية.
ولو تأملت أخي القارئ الكريم، في طيات القرار سوف تجد فيه الكثير من المعاني التربوية التي عالجها القرار بصورة تعليمية في منتهى الوضوح والشفافية، وإليك هذه السطور، المقتبسة من العربية:
ألزمت وزارة التعليم السعودية طلاب المدارس الثانوية الحكومية والأهلية بالتقيد بالزي الوطني (الثوب والغترة أو الشماغ) بالنسبة للسعوديين، والتقيد بارتداء الثوب بالنسبة لغير السعوديين، ويستثنى من ذلك طلاب المدارس الأجنبية، وذلك طبقاً لتوجيهات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من أجل ربط الأجيال الحالية والمُستقبلية بالهوية السعودية الأصيلة وتنشئتهم على الاعتزاز والافتخار بها.
وأوضحت الوزارة أن الالتزام بضوابط الزي المدرسي والمظهر الخارجي للطلبة أثناء الدوام الرسمي سيكون جزءًا من البيئة التعليمية، مبينة أن هذا القرار سيصاحبه حملات تعريفية وبرامج توعوية تستهدف الطلاب وأولياء الأمور؛ لتعزيز فهم أهمية تطبيق الزي الوطني السعودي أثناء اليوم الدراسي ودوره في بناء الهوية الوطنية للأجيال القادمة.
وأكدت وزارة التعليم أنه امتثالًا للتوجهات الوطنية لغرس المبادئ والقيم وتعزيز الانتماء الوطني ورفع الوعي بأهميته وتعظيم أثره لدى الشرائح المستهدفة، واكبت الوزارة هذا التوجه بما يعزز الولاء للقيادة والانتماء للوطن، إذ يمثل الزي الوطني أحد أهم المظاهر التي تُشكّل هوية أي مجتمع.
وكذلك امتدادًا للمبادرات التي تطلقها حكومة المملكة وترسخ للهوية الوطنية كجزء أصيل ضمن مستهدفات تحقيق رؤية المملكة 2030، ويأتي اعتماد الزي الوطني السعودي في المدارس خطوة لتوثيق ارتباط أبنائنا بوطنهم وهويتهم السعودية الأصيلة.
وقبل ذلك، تتسق مع هذه الخطوة إعلان الجامعات السعودية تأكديها على ضوابط الزي الرسمي السعودي للطلاب والطالبات.
قال أبو العلاء المعرّي:
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا
عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
وَما دانَ الفَتى بِحِجىً وَلَكِن
يُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوهُ.
ولهذا فإن تعود الطلاب على الزي الوطني منذ المرحلة الثانوية، سوف يهيأهم نفسياً وسلوكياً للاتزام به ليس في الجامعة فقط، بل وفي حياتهم الخاصة، في المراحل اللاحقة من حياتهم.
ولا يخفى على القارئ الكريم، أن اللباس بصفة عامة، تعكس صورة الشخص عن نفسه، كما لباس الإنسان ينقل للآخرين صورة عنه.
يقول علماء النفس: إن الملابس تعكس جوانب مختلفة من شخصية المرء.
ليست الملابس مجرد قطع من الأقمشة، فهي تعكس مشاعرك وتاريخك الشخصي وثقافتك وذكرياتك، ويتضمن كل أسلوب لباس رسالة خفية، إذ يُظهر المرء نفسه من خلاله ويؤكد هويته.
فملابسك تعبر عن هويتك !!!
ولذلك يقول المصور الفوتوغرافي الأميركي بيل كننغهام: "الأزياء هي الدرع الذي الذي يحمي المرء في الحياة اليومية"، ويقصد بذلك أن اللباس وجه من أوجه التعبير عن النفس، ومن ثم فإنه يسمح للمرء بالتحكم في صورته وتأكيد هويته، كما تعبر ملابسه عن انتمائه إلى مجتمع معين وتؤثر في تفاعلاته مع الآخرين.
باختصار: يمكن القول إن الملابس تلعب دوراً مهماً في التأثير على الحالة النفسية، وهي لا تعكس فقط مظهرنا الخارجي بل تعبر عن شخصياتنا وهويتنا.
قال إبن الرومي:
قُلْ لمنْ ألبسَ الجمالَ جمالا
بالمعاني وهيبةً وجلالا
أيُّها البدرُ لا تزل في كمالِ ال
أمرِ بدراً وفي النَّماءِ هِلالا.
MelhiSharahili@gmail.com
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات