الثقافية

متحف " العالية " شاهدُ على التراث الحضاري في جازان 

متحف " العالية " شاهدُ على التراث الحضاري في جازان 

جازان - عامر آل عامر :

استهوى جمع المقتنيات والقطع التراثية العديد من أبناء منطقة جازان منذ عشرات السنين، فغدوا في رحلات فردية يجوبون الأودية والغابات والمواقع التراثية ويزورون كبار السن ، يبحثون عن تلك القطع ويجمعونها للحفاظ عليها إدراكًا منهم لأهميتها التاريخية ، مؤسسين لمتاحف خاصة أصبحت فيما بعد مراكز ثقافية تقدم المعلومة للباحثين ، وتربط الأجيال بتاريخ بلادهم .

ويُعد متحف " العالية " في الدغارير بمحافظة صامطة ؛ واحدًا من المتاحف التي أسهمت في حفظ التراث الإنساني والحضاري ، وإثراء المعرفة لدى الأجيال الحالية ، وتقديم المعلومات أمام الباحثين والمهتمين بالتاريخ بما يضمه من مقتنيات تراثية .

وتبرز "القعادة" وهي الأريكة التقليدية لدى أهالي منطقة جازان ، واحدة من المقتنيات التراثية بالمتحف ، حيث يزيد عمرها عن 160 عامًا ، محتفظة بقوائمها الأصلية القديمة المصنوعة من خشب السدر .

وتُجاور القعادةَ مئاتُ القطع التراثية التي تحمل دلالات الحياة القديمة بمنطقة جازان ، حيث عكف على جمع تلك القطع محمد بن محسن الدغريري منذ ما يزيد عن 50 عامًا ، ليؤسس عام 1425هـ لإنشاء متحف " العالية " نسبة إلى مدينة العالية التي قامت على أنقاض مدينة الخُصوف على عدوة وادي خلب من الجهة الجنوبية ، قبل أن تندثر في أواخر القرن العاشر وقامت على أنقاضها بلدة الدغارير الحالية بمحافظة صامطة.

ويقف المتحف شاهدًا على الموروثات الحضارية والتراث القديم لحقبة زمنية من تاريخ منطقة جازان بشكل عام ومدينة العالية القديمة بمحافظة صامطة بشكل خاص ، وذلك بما يضمه من مقتنيات تراثية منها مخطاف أثري كان يُستخدم في بئر مدينة العالية القديمة منذ 500 سنة هي عمر البئر التي اشتهرت آنذاك ، إلى جانب أدوات الحراثة والزراعة التقليدية وأدوات المكاييل المصنوعة من أخشاب الأثل ، والقدور النحاسية وجرّات المياه والأواني الفخارية والسرج الحجرية ، وكذلك قيود الجمال وأبواق مصنوعة من قرن الوعل ، إلى جانب الحُلي النسائية المستخدمة قديمًا .

كما يضم المتحف مجموعة تراثية من الجنابي والسيوف والأسلحة القديمة والعملات المعدنية التي كانت تُستعمل في تلك الفترات الزمنية.

 

IMG-20240313-WA0187IMG-20240313-WA0188IMG-20240313-WA0189