الثقافية

رؤية الوطن المستقبلية .. مستقبل الوطن والمواطن

رؤية الوطن المستقبلية .. مستقبل الوطن والمواطن

 فجر يحيى العسيري ✍🏻

أطلقت المملكة العربية السعودية في عام ٢٠١٦م مشروعًا وطنيًا للتنمية والنهضة الشاملة يهدف لتوظيف وتشغيل كافة إمكانات البلاد وطاقاتها والاستفادة من موقعها، وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه؛ لتكون مثال ونموذج يحتذى به للعالم على جميع المستويات، تحت عنوان رؤية المملكة ٢٠٣٠، وتعددت محاور هذه الرؤية، وانقسمت ركائزها لثلاثة ركائز ثابتة أساسية، وتهدف كل ركيزة لتحقيق وتغطية الجزء الأشمل والأكبر الذي يؤدي لتحقيق الركيزة التي تليها، فالوطن الطموح هو الوطن القادر على تحقيق الازدهار الاقتصادي والمجتمع الحيوي، وكان أبرز أهداف هذه الرؤية عدم الاعتماد على النفط كمصدر للطاقة دون غيره، وأن يكون المجتمع في المملكة مجتمع حيوي، وأن تكون هناك قيمة للفرد، وزيادة في دخله، وتوفير متطلباته، واعتماد الفرد على نفسه لتكون عملية التنمية عملية تشاركية بين جميع الأطراف، الجهات الحكومية، والمواطن، وتسخير كافة الموارد المادية والبشرية لتحقيق ذلك.

 

استطاعت الرؤية على مدى الأعوام الماضية، أن تصنع قفزات في مختلف المجالات كناتج لاستثمار السعودية قدرًا هائلاً من الطاقة والجهد والمال، ومن أجل تحقيق مستهدفات رؤية ٢٠٣٠، حدثت العديد من التطورات في المجتمع المحلي، ونتاجها أصبح (عالمي)، وانعكس ذلك في الاستقرار المالي، وتحويل الأنظمة والمعاملات من عمل روتيني إلى اعمال رقمية يسهل الوصول اليها، وكل ذلك في سبيل تحقيق هذه الرؤية بحذافيرها، ولمواكبة التطورات الحاصلة في العصر الراهن، كمل الرؤية عديد من النقلات النوعية والقفزات في مجالات عديدة ومتنوعة، أدت الى تحقيق عائد وتوازن مادي هائل، وذلك من خلال تطوير عدة قطاعات وابرزها قطاع السياحة والترفيه، وتنشيط هذه القطاعات أدى لتنشيط العائد المادي بشكل كبير، أكبر مما سبق عهده.

 

لا شك أيضًا أن الرؤية أسهمت في تحسين جودة التعليم وتكييفه مع احتياجات القوى العاملة، وتوظيف أكبر للقوى العاملة، وأيضًا توفير فرص أكبر للمرأة، والتوسع في مجال عمل المرأة، وإشراك المرأة في مهام عديدة دبلوماسية، ومهام متحدثات اعلاميات لجهات حكومية رسمية مثل وزارة التعليم، وكذلك إشراك المرأة في القطاع العسكري، يعكس ذلك التعاون والجهود المتكاتفة التي حرصت هذه الرؤية على تحقيقها لتصبح واقعًا نعيشه.

 

أحدثت الرؤية تطورًا كبيرًا وطفرة كبيرة شملت جميع النواحي، فهذه هي الأرض السعودية الغنية بالنفط كمصدر رئيس، أصبح فوق أرضها مدن ذكية بالكامل، ومدن تديرها الطاقة الشمسية والتكنولوجيا بشكل كامل، وأصبحت صورة المملكة صورة جديدة معاصرة أكثر تطورًا وقدرة على المنافسة، كما أصبحت وجهة سياحية، اقتصادية، تكاملية بالنسبة لكثير من الدول، كما أن هذه الرؤية باتت مصدرًا للثقة المتبادلة بين الحكومة والمواطن، فالمواطن جزء من هذه العملية التطويرية، وجزء من المجتمع الحيوي الذي يسعى إليه قادة هذا البلد العظيم، فنحن جميعًا نسعى لتطوير هذه الأرض، واستدامتها بأفضل الإمكانيات والطرق.