
لكلٍّ منا فلسفة خاصّة في الحياة، ولأنّ كل إنسان يملك نظرته المميّزة للحياة، فإنّ التساؤل الأهمّ هو:
ما هي الحياة في نظر كلٍّ منّا؟
سأحكي لكم عن رؤيتي الخاصة للحياة، أراها ككتابٍ من القصص، مليءٍ بالأحداث والتفاصيل الصغيرة والدقيقة.
نعيش كل يومٍ قصصًا كثيرة، نمرّ بلحظاتٍ مختلفة، ونشارك أحيانًا في قصصٍ ليست قصصنا نحن، بل قصص غيرنا التي أصبحنا جزءًا منها دون أن نختار ذلك.
قد تكون تلك القصص من كتابنا، وقد يكون الآخرون هم من دخلوا صفحاتها، أو كتبوا فصولها دون علمٍ منّا.
ومع ذلك، تظلّ الحياة روايةً طويلةً مترابطة، لا تنتهي إلا بانتهاء آخر سطورها... ومع هذا، فهي في الحقيقة لا تنتهي حتى بعد رحيل أبطالها، لأنّ أسماءهم وأعمالهم تبقى حاضرةً في قصص الآخرين.
الحياة لا تنتهي بموت الشخص نفسه، فذكراه قد تبقى في وجدان من عرفوه، وفي تفاصيل قصصهم الخاصة.
يبقى اسمه، وأثره، وطريقته في العيش، حاضرين كجزءٍ من حياة الآخرين.
ولأنّ كل كتابٍ يحمل عنوانًا يميّزه عن سواه، تخيّل لو كانت للحياة كتبٌ تحمل عناوين مختلفة…
فما العنوان الذي تختاره أنت لكتابك؟
هل تراه مرتبطًا بقصّةٍ واحدةٍ عشتها بكل تفاصيلها؟
أم أنّ حياتك سلسلةٌ من القصص التي لا يمكن اختصارها في عنوانٍ واحد؟
إن اخترت عنوانًا واحدًا فقط، فقد تظلم بقية القصص التي لم تُروَ بعد، والتي ما زالت تنتظر أن تُكتب.
أما إن تركت حياتك بلا عنوان، فكيف سيميّزها الآخرون؟
كيف ستعرف أنت نفسك بين كل تلك القصص؟
هل سيكون عنوانك بسيطًا كـ “الحياة مدرسة”، أو فلسفيًا مثل “الحياة فانية”؟
لكل إنسانٍ عنوانٌ يختاره بقلبه، وفق ما عاشه وما تعلّمه.
أما أنا، فلم أجد بعد العنوان المناسب الذي أراه مرتبطًا بكل قصص حياتي…
ربما سأترك كتابي بلا عنوان، تحت اسم “قصص بلا عنوان”، لأنّني أؤمن بأنّ الحياة لا يمكن حصرها في كلمةٍ واحدةٍ، ولا اختصارها في عنوانٍ ضيّقٍ يصفها كلها.
وقبل أن أختم، سأترك لك يا صديقي حرية الاختيار:
ما العنوان الذي تختاره أنت لقصصك التي عشتها… وتلك التي لم تُكتب بعد؟
وما اللون الذي ترى أنّه يليق بغلاف كتاب حياتك؟
✍🏼موسية العسيري
(0) التعليقات
تسجيل الدخول
لا توجد تعليقات