
✍🏼محمد الرياني
يسافر في عينيها ، يقرأ حروف الاستثناء المكتوبة في صفاء عينيها ، لا يلوم نفسه وهي تندفع نحو التهلكة في بحر الصفاء .
ماذا تفعلين يا صاحبة البحر العجيب ؟
يسألها !
تسكن البحر محارة سوداء بها اللؤلؤ الثمين ، يثبت في مكانه ولا يتحرك ، مثل تائه في صحراء حاصرته أجسام غريبة فلايقو على الحراك ، تجثم عليه مثل صخرة كبيرة ، يعجز لسانه عن النطق أمامها ، تغمض عينيها الواسعتين أمامه كي يطمئن أكثر ، يهدأ روعه ويزول خوفه ، تحاول تهدئة وتيرة خوفه ، تقول له : عيناي تشبه عينيك ولا تدرك ، أنت واهم بأن عيني مثل بحر غادر ، دعني أفتحهما من جديد ، سأبتسم لك لترى سحر البحر الذي رأيت فيه شياطين الجن .
ها ااا !
هل رأيت صفاء يشبه صفاء بحري ؟
هل رأيت بحرًا أو نهرًا يشبه لونه لون عيني ؟
تأمل أكثر في ملامحي !
نظرَ من جديد ، توارى المكر الذي رآه وانزوى ، رأى سفينة شديدة السواد دائرية الشكل ترقص مثل حورية في بحر هادئ ، اطمأن أكثر وأكثر .
بقي وقتًا أطول يتأمل عينيها ويرسم في مخيلته سحرها .
اعتذر منها ، رسم لها صورة رائعة قبل أن تغيب عن ناظره ، تركها في مكانها واتجه يهيم على غير هدى ، حرك رأسه بشكل جنوني ، اختفت عنه ، فتح عينيه وهو يسأل نفسه !
أين أنا ؟
تعوذ من مردة الشياطين ، تمتم من الفزع ، أغمض عينيه وليس بجانبه أحد ، تنفس بعمق وهو يمني النفس برؤية عينين واسعتين تتسعان لمجاديف زورقه في عينيها ، يريد أن يبحر في الخيال ويستمتع برقص حورية البحر .
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات