
قد تُهاجم الشجرة بدافع الحاجة للثمرة، وقد تُهاجم كراهيةً لصاحبها بقصد الانتقام لمشاكل تقع بين المالك وزيد من الناس، وفي كلتا الحالتين الشجرة تتضرر سواء رُميت بحجر أو سُحبت أغصانها ورُميت فوق الأرض.
تختلف الشجرة من حيث الارتفاع والقوة، فكلما ارتفعت قلَّت درجة الإيذاء ونأت عن الهجوم، وأيضًا الشجر منه ما هو محاط بسياج، ومنه ما هو معرض للتلف لسهولة الوصول إليه ورميه دون جهد أو مشقة.
المثل قريب التطابق مع ما نراه ونسمعه على أرض الواقع، وله علاقة بالبشر، فالموظف الناجح يتقدم على غيره حظوة ودخلًا وعلاقات، ولهذا تجد النظرات والغمز واللمز تحيط به، والسبب أنه محسود، فإن كُلِّف بوظيفة أعلى أو مهمة انتداب ونحوه قيل: لعلاقته بمدير أو مسئول، وليس لإخلاصه وكفاءته.
مشكلة الحسد مشكلة أزلية، فآدم وحواء أغواهما الشيطان فأُخرجا من الجنة وأُهبط بهما إلى الأرض. قال الله تعالى:
(فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين).
أنت كاتب أو أديب أو مسئول أو تاجر أو إعلامي ناجح، لا تظن أنك بمنأى عن الألسن قدحًا وذمًّا وشتيمة، فهناك من أرداهم العجز والكسل عن الوصول إلى درجات النجاح، فصار همهم خلق العيوب تشفيًا وحسدًا، بقولهم: هذا بخيل، وهذا لا يساعد، وهذا أخذ الوظيفة بالواسطة، وهذا صديق المسئول، وهلمّ جرًّا من هذه الأوصاف الكاذبة.
تمتلئ الحياة بأمثال هؤلاء الحسدة، ولكن الناجح يمضي في طريقه دون أن يعير أو يلتفت لمثل هكذا أقوال، وليتذكر قول المتنبي:
إذا أتتك مذمتي من ناقصٍ
فهي الشهادة لي بأني كامل
✍🏼عبدالله عبدالرحمن الغيهب
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات