المقالات

شتّان بين نجمةٍ ونجمة… من يستحق الاحتفال؟

شتّان بين نجمةٍ ونجمة… من يستحق الاحتفال؟
🪶قلم حساس

في الماضي، كان الاحتفال بالنجوم محصورًا بمن يستحقها حقًا، أولئك الذين اجتهدوا وكافحوا حتى عُلّقت على صدورهم النجمة الذهبية، رمز الشرف والإنجاز، ودليل التفاني والتضحية. كانت هذه اللحظة تُمثّل ثمرة سنواتٍ من العمل الجاد، وتُخلَّد بفخرٍ لا يُضاهى.

أما اليوم، فقد تغيّرت معايير الاحتفال، وأصبح تعليق “نجمة التوثيق” في منصات التواصل الاجتماعي حدثًا يستدعي الحفلات الفاخرة، والدعوات الرسمية، بل والاستعراض أمام الجماهير وكأنها إنجازٌ يستحق التكريم.

ليس الحديث هنا عن كل من يوثّق حساباته، فالبعض يقدّم محتوى هادفًا ويستحق الانتشار، ولكن المشكلة تكمن في أولئك الذين لم يحققوا أي إنجاز علمي أو عملي، فاستبدلوا النجاحات الحقيقية بالشهرة الرقمية، ووجدوا في الاحتفال بتوثيق حساباتهم فرصةً لإشباع رغباتهم في التصفيق والتقدير، حتى لو كان بلا سببٍ جوهري.


فشّتان بين تلك وتلك، وليس كل بريقٍ يلمعُ ذهبًا، ولا كل نجمةٍ تُعدُ مجدًا. بين نجمة عُلِّقت على صدر بطل، ونجمة وُضِعت على حسابٍ رقمي، فرقٌ شاسع لا يدركه إلا من يسعى وراء المجد الحقيقي.

 

فالتاريخ لا يذكر من جمع المتابعين، بل من ترك أثرًا، ولا يخلّد من احتفل بالوهم، بل من صنع واقعًا يُحتفى به عبر الأجيال.

✍️ بقلم الكاتب / أحمد الخبراني