✍🏼 ملهي شراحيلي
أشعل الإتصال الذي أجراه ولي العهد، حفظه الله، بفخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لنقل تهنئة خادم الحرمين الشريفين، أيده الله، وتهنئته شخصياً لترامب، بمناسبة تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وماجرى خلال الإتصال من عرض سموه الكريم، رغبة المملكة العربية السعودية باستثمار ٦٠٠ مليون دولار، في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الأربع سنوات القادمة...
لم يشعل هذا الخبر مواقع التواصل الإجتماعي ووكالات الأنباء العربية والعالمية، بل وأشعل قلوب الحاقدين وأجج نفوس المبغضين والمغرضين، ناهيك عن تهافت الغوغائين والسذج ممن تلقفوا هذا الخبر بالغمز واللمز وكأن السعودية سوف تستلف منهم ماسوف تستثمره في أمريكا.
ومازاد عويلهم وضاعف صراخهم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أول تصريح له بعد إتصال ولي العهد به، قال بالحرف الواحد:
سأطلب من ولي العهد السعودي استثمار تريليون دولار.
ومع أنهم يدركون معنى كلمة أطلب، إلا أنهم فسروها بحسب أهوائهم، على أنها أمر!!.
وماذاك إلا أنهم يجهلون أو أنهم لايفقهون.
فعندما يطلب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من ولي العهد السعودي، فما ذاك إلا لأن الولايات المتحدة الأمريكية تعرف قدرات وإمكانيات المملكة العربية السعودية، وإلا لما قال سأطلب.
لقد فات على اؤلائك أن العلاقات بين الدول قائمة على المصالح المشتركة، بل ربما أعماهم حقدهم الدفين، وحسدهم عن أبسط أبجديات العلاقات الدولية لاسيما بين الدول ذات الثقل السياسي والمتانة الاقتصادية، أمثال المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
ولعل من نافلة القول أن الاستثمارات السعودية في أمريكا، ليست وليدة اللحظة، بل تمتد لقرون، ولعل من المناسب هنا أن أضع بين يدي القارئ الكريم، هذا التقرير المختصر عن الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب صحيفة الاقتصادية، وقد جاء فيه:
السعودية والولايات المُتحدة ترتبطان بعلاقات تحالف استراتيجية مُنذ ثمانية عقود تقوم على أساس الاحترام المُتبادل والمصالح المُشتركة والندية في التعامل كحليفين وصديقين.
ويتزامن إعلان السعودية عن الرغبة في توسيع استثمارات المملكة وعلاقاتها التجارية في الولايات المُتحدة مع إعلان صندوق "سوفت بنك" الذي تمتلك السعودية حصصاً فيه عن عزمه تخصيص 500 مليار دولار في استثمارات خاصة بالذكاء الاصطناعي.
الاستثمار في الذكاء الاصطناعي
أعلن ترتمب، عن مشروع أمريكي تحت اسم "ستار غيت" يخطط لاستثمار 500 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في السنوات الأربع المقبلة، بقيادة "أوراكل" و"أوبن إيه آي" و"سوفت بنك".
وقال رئيس مجموعة "سوفت بنك" ماسايوشي سون، خلال ذلك الإعلان إن المجموعة ستستثمر 100 مليار دولار على الفور في المشروع، بهدف توسيع هذا المبلغ إلى 500 مليار دولار في السنوات القليلة المقبلة. وأضاف أن الاستثمار لم يكن ليحدث لولا فوز ترامب في الانتخابات.
يذكر أنه خلال السنوات الماضية، قاد صندوق الاستثمارات العامة، الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة، وزاد من حصصه في العديد من الشركات الأمريكية.
وأظهرت بيانات الربع الثالث من العام الماضي، أن الصندوق الذي يدير أصولاً تقترب قيمتها من تريليون دولار، زاد ملكيته في الأسهم الأمريكية إلى 26.7 مليار دولار، وهو ارتفاع بنحو ستة مليارات دولار عن الربع الثاني من العام ذاته.
كما زادت المملكة من حيازتها من سندات الخزانة الأمريكية في أكتوبر الماضي إلى أعلى مستوى في أربع سنوات.
وتزايدت استثمارات السعودية في سندات الحكومة الأمريكية، حيث يمتلك المركزي حالياً سندات خزانة بقيمة 144 مليار دولار.
استحقاقات التعاون المشترك
تنتظر الرياض وواشنطن خلال السنوات الأربعة المُقبلة العديد من الاستحقاقات في مجالات التعاون المُشتركة الهامة المُتفق عليها مُسبقًا.
وفي مقدمة تلك المجالات (الصناعات العسكرية، استكشاف الفضاء، تطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي، تطوير الطاقة النووية) وغيرها؛ وهو ما يتوقع أن يتم في ضوء استثمارات ثنائية مُشتركة بين القطاع الخاص في كلا البلدين بمليارات الدولارات بما يُحقق المصالح المُشتركة للجانبين.
وجاء تركيز اتصال ولي العهد بالرئيس ترمب على بحث سبل التعاون بين البلدين، لإحلال السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب تعزيز التعاون الثنائي لمحاربة الإرهاب، يأتي تأكيدًا لأهمية العمل بين الدولتين في تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
خلاصة القول: إذا كان ترامب، وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية، ساسيتهم مبنية على مصلحتهم، فحكومة السعودية، مبنية على مصلحتها أيضاً.
وطالما أن الاستثمارات السعودية تخدم حكومة وشعب المملكة العربية السعودية، فما المانع من أن تستثمر الحكومة السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية؟!؟
لاسيما وأن أمريكا تمتلك تقنيات هائلة ومنتجات في غاية الأهمية عسكرية ومدنية، ثم أن السعودية بهذه الاستثمارات سوف تجني أرباحاً مضاعفة سياسية واقتصادية، وكما قال أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان، والمشهور بأبي فراس الحمداني:
وَما حاجَتي بِالمالِ أَبغي وُفورَهُ
إِذا لَم أَفِر عِرضي فَلا وَفَرَ الوَفرُ
وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِندَنا
لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا
وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أَعَزُّ بَني الدُنيا وَأَعلى ذَوي العُلا
وَأَكرَمُ مَن فَوقَ التُرابِ وَلا فَخرُ.
MelhiSharahili@gmail.com
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات