( دوام الحال من المحال) تمضي سنين العمر مسرعة مخلفة ذكريات وتوجدات وتحسرات يقول ابو العتاهية :
بكيت على الشباب بدمع عيني
فلم يغني البكاء ولا النحيب
فياليت الشباب يعًود يوما
فأخبره بماصنع المشيب
هكذا الحياة تسير دون اختيار الانسان لفترات أطول لقوة او فتوة أو مال او جاه ًكل شيء بارادة الله ومشيأته ولن يعود شيء انطوى وانتهى وصار شيء من الماضى .
مراحل عمرية متعددة جاء ذكرها في القرآن فلانسان يولد طفلا ثم الصبا، يليها الفتوة ثم القوة، ومن بعد ذلك الكهولة ثم الشيخوخة وأخيرا أرذل العمر، وهذه الأخيرة تعوذ منها الرسول في قوله : - اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ البُخلِ، وأعوذُ بِكَ منَ الجُبنِ، وأعوذُ بِكَ أن أُرَدَّ إلى أرذلِ العمرِ، وأعوذُ بِكَ مِن فتنةِ الدُّنيا، وأعوذُ بِكَ مِن عذابِ القبرِ ...
الحياة هي أعمارنا بانتتها ء العمر انتهت حيات الفرد ولم يبق له الا الذكر الطيب والسيرة الجميلة من اعمال صالحة وخلق رفيع وعلاقات وبر وصلة رحم .
يقول شوقي :دقات قلب المرء قائلة له: إن الحياةَ دقائقٌ وثواني، فارفع لنفسك بعد موتك ذِكرها،
الذِكرُ للإنسان عُمرٌ ثانى».
كثير من الناس تمضي حياته دون أن يستحضر مراحله العمرية الاولى وخاصة الفتوة ومرحلة القوة فاذا داهمته الكهولة وربما الشيخوخة بدأ يستذكر الماضي ويود لو عاد به العمر ليزيد من الاعمال الطيبة من بر بوالدين واخوان وأقارب وادخال السرور على ضعيف ومحتاج ومتعفف .
الندم والتحسر واجترار الذكرياتي بعد فوات العمر لايجدي ولن يعيد شيئا انتهى وصار في عداد الماضي يقول الشاعر أبو العتاهية :
يا أيها الحيُّ الذي هو ميِّتٌ
أفنيتَ عُمْرَك في التعلُّل والمنى
خالِفْ هواكَ إذا دعاكَ لريبةٍ
فلرُبَّ خيرٍ في مُخالفةِ الهوى
• وقال الشاعر ابن المعتز :
جدَّ الزمانُ وأنتَ تلعبْ
والعمرُ في لا شيءَ يذهبْ
كمْ قدْ تقولُ: غدًا أتوب، غدًا غدًا، والموتُ أقربْ
✍🏼عبدالله عبدالرحمن الغيهب
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات