المقالات

أُذُن ترمب .... هل تكون الإذن له بدخول البيت الأبيض مجدداً؟!؟

أُذُن ترمب .... هل تكون الإذن له بدخول البيت الأبيض مجدداً؟!؟

✍️ ملهي شراحيلي

نجا الزعيم الجمهوري، الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترمب، من محاولة اغتيال فاشلة، أصيب خلالها، وعلى الهواء مباشرة، بعدد من الطلقات النارية، كانت أخطرها في الصدر، ولكن في السترة المضادة للرصاص، وأخرى في الأذن وكانت سطحية، مع أنها سببت قطعاً ونتج عنها نزيف....

على الأقل هذا ما نقله لنا الإعلام الأمريكي، وتلقّفته وسائل الإعلام العربية والعالمية.

ورغم بشاعة المحاولة وقذارتها إلا أنها لو نجحت لكانت كفيلة بقتله أو على الأقل إعاقته ومنعه من إكمال مسيرته الانتخابية، ناهيك عن حياته السياسية وحتى الشخصية.

لقد شاهد الآلاف إن لم يكن الملايين من الأمريكيين ومن حول العالم، ما تعرض له ترمب، وهو يلقي خطاباً في تجمّع انتخابي في ولاية بنسلفانيا.

ومع أن المحاولة كانت فاشلة إلا أنها تستحق التوقف عندها والتأمل فيها، لاسيما وأن المكان والزمان، وحتى الجاني والمجني عليه، عليهم جميعاً علامات استفهام!!؟

بعبارة أخرى:

لماذا ولاية بنسلفينيا تحديداً؟

ولماذا في هذا الحشد الجماهيري دون غيره؟

ومن هو المنفذ؟ وماهي دوافعه؟

وهل تصرّف من تلقاء نفسه، أم هناك أفراد أو جهات أو منظمات أو أحزاب تقف خلفه؟

والأهم من هذا وذاك، هل كان فعلاً ماجرى محاولة اغتيال، أم أنها خدعة انتخابية، نفّذتها حملة ترمب؟!؟

هل الإصابة التي لحقت بأذن ترمب، نتيجة رصاصة، أم أنها خدش سكين؟ بعد أن سقط ترمب، أرضاً؟!؟

تساؤلات كثيرة تطرح نفسها نتيجة هذه الحادثة، وأنا شخصياً لا أمتلك إجابات على هذه التساؤلات، وإنما أطرحها على القارئ الكريم للتفكير فيها.

ولكن وفي كل الأحوال وبغض النظر عن ملابسات الواقعة، فإنها جلبت لترمب، مزيداً من الأنصار والمؤيدين، ليس فقط من المتحفظين أو المترددين من أعضاء الحزب الجمهوري، بل حتى من خصوم ترمب، سواءً في الحزب الديمقراطي، أو الأحزاب الأخرى. 

لقد جاءت هذه الحادثة لتعمّق شعبية ترمب، وتُعلي من شأنه السياسي، وكأنها جاءت بالنجاح راكضاً ، أو كما قال أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب، رضي الله عنه:

إِذا أَذِنَ اللَهُ في حاجَةٍ

أَتاكَ النَجاحُ بِها يَركُضُ

وَإِن أَذِنَ اللَهُ في غَيرِها

أَتى دونَها عارِضٌ يَعرُضُ.

 

إن مما لا يخفى على القارئ الكريم، أن جرائم الاغتيالات والسطو المسلح في الولايات المتحدة الأمريكية، منتشرة بشكل لايصدق، ليس فقط ضد الشخصيات المهمة لديهم، بل وفي حياة الشعب الأمريكي بصفة عامة، وهذه المحاولة إن صحّت، فهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ومما لاشك فيه أن ترمب، استفاد من هذه الحادثة، واستطاع أن يخرج منها بنصر سياسي، وتألق انتخابي، ليس لأنه نجا منها فحسب، بل لأنه تصرف حينها بشجاعة وثبات، وكانت قبضة يده المرفوعة، علامة القوة والنصر، كفيلة بإكسابه المزيد من المؤيدين والمناصرين.

ولاشك أن الأيام والشهور القادمة، سوف تشهد المزيد من التألق والانتشار لحملته الانتخابية، وسوف تكون هذه الحادثة أيقونة ترمب، المفضلة في كل مناسبة، وسوف تكون أذنه، الأغنية التي يرددها أنصاره، وهم يستمعون إليه، ولسان حاله يقول:

أيا أذن الأيام إن قلتُ فاسمعي

لنفثة مصدور وأنة موجع

وعي كل صوت تسمعين نداءه

فلا خير في أذن تُنادى فلا تعي.

 

فهل تمنح أذن ترمب، الإذن له بدخول البيت الأبيض مجدداً؟!؟

أنا شخصياً لدّي قناعة تامة أن ترمب، يستحق أن يُعطى الفرصة لقيادة أمريكا مجدداً، بغض النظر عن هذه الحادثة، لأنه وبكل بساطة هو الأجدر والأوفر حظاً خاصة بعد أن أثبت بايدن، أنه غير لائق لتولي المنصب، ولا يوجد على الساحة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية، مرشّح أعلى كعباً وأكثر أتباعاً من ترمب. 

لقد أثبت ترمب، في أكثر من مناسبة أنه الأفضل، وليست المناظرة الرئاسية الأولى التي تفوق فيها على بايدن، سوى غيض من فيض، رغم الحرب القضائية التي يخوضها، ورغم الإجحاف الإعلامي الأمريكي ضده، والآن وبعد أن اقتنع الديمقراطيون بعدم صلاحية بايدن، وبعد أن نجا ترمب، من هذه الحادثة، التي وصفها الإعلام بمحاولة إغتيال، ليس أمام ترمب، سوى أن يكون رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، على الأقل تقديراً لموقفه البطولي، وشجاعته الملتهبة، وحماسه الجمهوري، وولائه للولايات المتحدة الأمريكية وشعبها.

فبغض النظر عن حقيقة ماجرى، إلا أن موقفه واستبساله، أثناء وبعد الحادثة، لايختلف عليه اثنان، أنه كان من أشجع المواقف وأقواها، وكأن لسان حاله يقول ما قاله، قديماً، الشاعر العبّاسي، حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أبو تمام :

كَذا فَليَجِلَّ الخَطبُ وَليَفدَحِ الأَمرُ

فَلَيسَ لِعَينٍ لَم يَفِض ماؤُها عُذرُ

وَنَفسٌ تَعافُ العارَ حَتّى كَأَنَّهُ

هُوَ الكُفرُ يَومَ الرَوعِ أَو دونَهُ الكُفرُ

فَأَثبَتَ في مُستَنقَعِ المَوتِ رِجلَهُ

وَقالَ لَها مِن تَحتِ أَخمُصِكِ الحَشرُ.

 

MelhiSharahili@gmail.com