الثقافية

القوقعة

القوقعة

ريم عبدالعزيز الغامدي ✍🏻

أميل دائمًا لاستخدام الأسئلة في الوصول لفهم حقيقة شعوري تجاه الأشياء أو اكتشاف الأسباب وراءها، ما الذي يخيفني من التواجد في وسط اجتماعي مختلف؟ هل هو خوف من مجهول وبدايات جديدة؟ ما هو الخوف؟ تحدّي هذه الأفكار بالأسئلة يساعد على تجاوزها.

إذا كنت تريد امتلاك المرونة في الظهور والاختباء متى ما شئت يجب عليك العبور خارج "قوقعتك" والتعرف على العالم بعيدًا عن حمايتها.

 

بالنسبة للغالبية، تبدو فكرة الخروج من القوقعة لحياة اجتماعية صاخبة مغامرة مخيفة وتحدي صعب بالإضافة لوجود عوامل أخرى تساهم في شدتها، كأن تكون شخصيتك بطبيعتها انطوائية تنتعش في الهدوء والراحة او كأن تعاني من قلق ورهاب اجتماعي او ان تكون خجول، كل هذه عقبات تزيد من حاجتنا للشجاعة.

وأولى خطوات بناء الشجاعة هي تحديد وفهم والتعرف على المخاوف التي غالبًا ما تكون خوف من الرفض والانتقاد او الراحة في المألوف، ان تشعر بالراحة والأمان داخل القوقعة وعدم الرغبة في المخاطرة والتغيير. 

 

  "مواجهة المخاوف الصغيرة تدريجيًا"

مواجهة المخاوف عملية تتطلب من الفرد مواجهه وتعامل مباشر فقد تكون المخاوف عواطف سلبية او قلقًا شديدًا او مخاوف ذات طبيعة أخرى كمخاوف الفشل ومخاوف المستقبل، بناء الشجاعة للخروج من القوقعة لا يعني بالضرورة تنظيم حفل ضخم ودعوة آلاف الأشخاص وتقديم عرض مسرحي ببطلٍ واحد، البدء بالتدريج هو السرّ أن تبدأ بمواجهة المخاوف الصغيرة والخروج ببطء من منطقتك فاذا كنت تخاف التحدث امام جمهور باستطاعتك بدء التحدث امام مجموعة صغيرة من الأصدقاء.

لا تتجنب المخاوف، بل حاول التعامل معها فكلما واجهت أكثر بعدت عن دائرتك الضيقة التي ستصبح مرساة أكثر من كونها قوقعة حاضنة، يتطلب الخروج من قوقعتك واندماجك في حياة اجتماعية صبر ووقت وجهد ليس باليسير ولا بأس بان تشعر بالتوتر، ولكن لا تترد في طلب الدعم من الأشخاص المقربين اليك.

 

في النهاية يجب ان تتذكر أن مواجهة المخاوف قد تكون عملية طويلة ومتكررة، لا تستسلم وتذكر ان التغلب على المخاوف يفتح ابوابًا جديدة للمنو والتحقيق الشخصي.