المقالات

"أوديسا" القشة التي قصمت ظهر أوكرانيا 

"أوديسا" القشة التي قصمت ظهر أوكرانيا 

 ✍️ ملهي شراحيلي

رغم تطور وسائل النقل في الوقت الحالي، إلا أن النقل المائي، من خلال إستخدام السفن والموانئ البحرية والممرات المائية، هو الوسيلة الأكثر استعمالاً في العالم، ولذا فإن الميناء في أي مدينة يشكل حجر الزاوية لها، وهذا بالضبط ما يمثله ميناء أوديسا ليس لمدينة أوديسا فقط، بل لدولة أوكرانيا بأكملها، لاسيما بعد سقوط القرم سابقاً، وماريوبول لاحقاً، مما يعني أنه لم يتبقَ لأوكرانيا سوى موانئ أوديسا!.

وإذا ما سقطت أوديسا فهذا لن يعني فشل الهجوم الأوكراني المضاد فحسب، بل يعني سقوط أوكرانيا وربما استسلامها.

لقد لعبت أوديسا دوراً هامّاً في الحرب الروسية الأوكرانية منذ اندلاعها، ولا تزال تلعب أدواراً عسكرية واقتصادية لروسيا وأوكرانيا في ذات الوقت!.

فرغم أهميتها الاستراتيجية من الناحية العسكرية لروسيا، إلا أنها ظلت في منأى من الهجمات الروسية!.

وظلت تستقبل المدد الغربي لأوكرانيا، كما ظلت المنفذ البحري للحبوب والأسمدة الروسية والأوكرانية، وربما لهذا السبب أبقت عليها روسيا حتى أمس الخميس، عندما أعلنت روسيا عن تدمير مستودعات السلاح الاستراتيجية للجيش الأوكراني في مقاطعة أوديسا ومدينة نيكولاييف على البحر الأسود، في استمرار لعمليات الجيش الروسي في مناطق مختلفة من أوكرانيا، وتصدت لهجمات القوات الأوكرانية في اتجاهات دونيتسك، وكراسني ليمان، جنوب دونيتسك.

وقالت الدفاع الروسية في بيانها، الخميس: “واصلت القوات المسلحة الروسية، الليلة، شن ضربات انتقامية بأسلحة عالية الدقة على مخازن إنتاج ومستودعات تخزين القوارب المسيرة في مناطق من مدينة أوديسا وإيليتشيفسك، في مقاطعة أوديسا”.

كما أوضحت الدفاع الروسية أن الجيش الروسي دمر مرافق البنية التحتية للوقود ومستودعات الذخيرة للقوات المسلحة الأوكرانية في مدينة نيكولاييف.

وقال الجيش الروسي، إنّه قصف في أوديسا الأوكرانية مواقع لإنتاج وتخزين مسيّرات بحرية.

وجاء الهجوم الروسي على ميناء أوديسا الأوكراني، يوم الخميس، بعد إعلان موسكو، الإنسحاب من اتفاق تصدير الحبوب، وتسبب الهجوم في أضرار بالميناء وتدمير 60 ألف طن من الحبوب.

(بحسب وسائل إعلام أوكرانية.)

وميناء "أوديسا" هو أكبر الموانئ البحرية في أوكرانيا، ويقع شمال غرب البحر الأسود وتبلغ طاقة الشحن فيه نحو 40 مليون طن من الحبوب.

ويتواجد بميناء أوديسا منشأة لنقل النفط الخام والوقود والغاز الطبيعي ويمتلك الميناء وصولًا سريعاً بالسكك الحديدية لنقل الشحنات لمناطق التخزين.

ومدينة "أوديسا" من أهم وأكبر المدن في جمهورية أوكرانيا، تقع على ساحل البحر الأسود، يتكلم أهل المدينة اللغة الأوكرانية والروسية ويوجد فيها حوالي عشرين جامعة تضم مختلفة الاختصاصات، وتعتبر أوديسا الثالثة بعد كييف، وخاركوف، من حيث الأهمية.

ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة، ويوجد فيها أربعة موانئ وتعتبر مدينة أوديسا العاصمة الاقتصادية والسياحية لأوكرانيا، وتبعد عن العاصمة كييف، 750 كم.

هذه المميزات الاستراتيجية، والأهمية العسكرية لأوديسا، تجعلها هدفاً عسكريا ذا قيمة بالغة للقوات الروسية، وسقوطها يجبر أوكرانيا على التفاوض بطعم الاستسلام، وسوف يقضي على الأحلام الغربية والآمال الأوكرانية في هجومها المضاد.

فهل تكون "أوديسا" القشة التي قصمت ظهر أوكرانيا؟!؟