المقالات

الجواب عند راشد الماجد 

الجواب عند راشد الماجد 

بالأمس وأنا أمارس مهام عملي كالعادة وردني اتصال من رقم غريب يحتاج خدمةٍ ما ، فطلبت منه تحديد الدور الذي هو فيه، وبالفعل حدد لي الدور الذي يعمل فيه وهو الدور رقم (18) وبالفعل توجهت بنفسي لتقديم تلك الخدمة العملية ، ولكنني من كثر الاتصالات الواردة لم أحفظ رقم طالب الخدمة .

ولقد انتظرت لما يقارب العشر دقائق في الدور (18 )،  لعل وعسى يعاود الاتصال بي، وأثناء الاتصال ظهر لي رقم آخر غريب وبسرعة اخذت هاتفي وفتحت الخط ياهلا وغلا أنا في انتظرك في الدور (18) انتظرك ، فرد علي وقال لي أنا في الدور ( 19 ) وكأنني غضبت قليلاً وقلت له كيف في الدور ( 19 ) واتصالك الأول قلت لي في الدور (18 ) فرد علي بكل هدوء عادي تبيني أنزلك وإلا تطلع لي . . رديت عليه بنوع من الطقطقة والله ياعزيزي الجواب ستجده عن راشد الماجد .

راشد الماجد !! وكأنه مستغرب كيف عند راشد الماجد قلت ما هي بهذه أغنية راشد الماجد اللي تقول إما تنزلي وإلا هو لها يطلع .. ذكرتني بالأغنية ياعزيزي .. ولكنه رد علي رد رسمي وقال لي أخي الفاضل أنا فلان من مكتب فلان ولدينا طلب عاجل وهام .. هنا صمت قليلاً وكأن أحدهم رش على وجهي بقارورة ماء باردةٌ جداً ليصحصح بها مخي الدايخ .. 

فقلت له ألست أنت الشخص الذي يحتاج الخدمة الفلانية بالدور الثامن عشر .. فقال لا يا أخي أنت غلطان .. فأعتذرت منه مباشرة وقلت له المعذرة أخطأت في تقدير الأرقام .. فقال ولا يهمك بس استعجلوا علينا .. وأغلق الخط .

الطامة ليست في كل هذه القصة .. إنما كانت بعدما أغلق الخط .. ذهبت مسرعاً للبحث عن رقم المتصل السابق لاتصل به، فضغط على أحد الأرقام ليرد علي نفس الشخص فقلت له أنت الذي في الدور ( 18 ) وإلا الشخص الآخر اللي في الدور ( 19 ).

تصدقوني ماذا رد علي .. قال لي بالحرف الواحد الجواب تجده عند راشد الماجد .. قلت له بين قوسين (نعم) وكأنني لم أفهم.. قال لي أنا الذي أغلقت الخط من عندك قبل قليل.

لأبلم قليلاً ودارت بي الكرة الأرضية من هول الصدمة فضحكت وقلت له حصل خير .. وبعدها أغلقت هاتفي وطلبت من أحد الزملاء يقوم بالمهام المطلوبة ، وانصرفت لمكتبي وأنا أردد أغنية راشد الماجد :

أقول اللي يبي القمرة وهو في حبها مولع
‏إما هي تنزل له وإلا هو لها يطلع

ودمتم بود ،،،،

✍️بقلم الكاتب أحمد الخبراني