سيئون - أقلام الخبر
في صباح ربيعي هادئ ومفعم بالأجواء المتوسطة، أبصر الطفل محمد عبدالرحمن باحميد ذو الأعوام الخمس النور، ليحمل معه فرحة كبيرة للعائلة، سرعان ما غمرها القلق بعد تعرضه لنقص الأكسجين الشديد أثناء الولادة أدى ذلك إلى إصابته بضمور في الدماغ وشلل في الأطراف الأربعة (رباعي)، مع ضعف شديد في عضلات الجذع وصعوبة في التحكم بالرأس. واجهت أسرة محمد باحميد أيامًا صعبة، إلى حين أن أشار لهم أحد الجيران بضرورة إدخال الطفل محمد إلى مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل بسيئون، الذي يتلقى الدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في هذا المركز، وضع له فريق فني متخصص في العلاج الفيزيائي خطة علاجية وجلسات علاج طبيعي مستمرة ومكثفة الخطة العلاجية كانت تهدف بشكل عام إلى تحسين المهارات الحركية وزيادة قوة العضلات، من خلال تمارين تقوية مكثفة لشد الجذع والأطراف، والتدريب على التوازن، واستخدام أدوات مساعدة للحركة والدعم وخلال سبعة أشهر من العمل المتواصل، بدأت علامات التحسن تظهر تدريجياً، إذ ازدادت قوة أطرافه وتحسنت قدرته على التحكم بالرأس والرقبة بدأ يحبو ويستخدم أداة مساعدة للمشي خطوة تلو الأخرى، مما يدل على استجابة جسده لبرنامج التأهيل. لم تكن رحلة العلاج سهلة، فقد تطلبت صبراً واسعاً من عائلته واحترافية ورعاية كبيرة من الطاقم الفني كانوا يطمئنون عليه بعد كل جلسة ويفرحون بكل تقدم يحرزه مهما كان صغيراً تحول المركز بالنسبة لهم إلى بيتٍ ثانٍ مليء بالدفء والدعم. وفي نهاية المطاف، اجتمعت العائلة مع الطاقم الفني لتقديم الشكر والامتنان لكل من ساهم في علاج ورعاية ابنهم الصغير محمد أعربت والدته عن سعادتها، مؤكدة أن جهود المركز والداعم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لم تساعد ابنها فحسب، بل أعادت الأمل للعائلة كلها قصة محمد أصبحت مصدر إلهام ونموذجًا للصبر والإيمان بأن التغيير ممكن، وأن التأهيل المستمر والمبكر يلعب دوراً حاسماً في تحسين قدرات الأطفال الذين يعانون من مشاكل حركية وعصبية، مهما بدت البداية صعبة.
(0) التعليقات
تسجيل الدخول
لا توجد تعليقات