✍🏼بقلم: فلاح بن علي الزهراني
يحظى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -ولي العهد رئيس مجلس الوزراء- حفظه الله، بتقدير واحترام عالمي واسع، إذ هو قائد الشرق الأوسط بلا منازع، أثبت جدارته في إيجاد نقلة نوعية وتاريخية للمملكة في مختلف المجالات: صناعية، تقنية، لوجستية، وجودة الحياة، كما وامتد تأثيره إلى المنطقة العربية بأسرها من خلال دور المملكة المحوري في استتباب الأمن والاستقرار وإدارة الأزمات بنجاح متتالٍ.
لقد بلغت المملكة اليوم شأوًا عظيمًا إذ تعد الدولة المحورية المؤثرة، صاحبة القرار، صانعة السلام، بفضل موثوقيتها العالية، انطلاقًا من مكانتها الدينية، وموقعها الجغرافي المتميّز في قلب العالم، كما أن لسياساتها الواضحة، وتشريعاتها الثابتة، وعلاقاتها الوطيدة المبنية على المصالح المشتركة دور في جعلها مقصدًا استثماريًا لكبريات الشركات واستضافة المعارض والفعاليات الرياضية والثقافية، وأيضًا وجهة سياحية مفضله، لما تتمتع به من بنية تحتية متطورة، وتنوع بيئي وخاماتي، والتي تبلورت من خلال رؤية 2030 التي جعلت التنمية المستدامة واقعًا معاشًا.
لقد شكل توازن السياسة السعودية بعدا استراتيجيا في معالجة القضايا المصيرية، مع التمسك بالثوابت والقيم الأصيلة دون انغلاق أو تعنت، بل بانفتاح إنساني ينسجم مع روح العصر ومباديء التشريع الإسلامي السمح، الذي جعل من التواصل مع الآخر جسرًا للتعاملات الحياتية التي لا غنى عنها، قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبَّ الْمُقْسِطِينَ}.
لقد أسس لقاء الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بالرئيس روزفلت عام 1945م، لعلاقات ثنائية مع الولايات المتحدة؛ علاقة تحالف استراتيجي متجدد في كل عهد، بلغت اليوم أوج متانتها وحصافتها في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- حفظهما الله- مما جعل المملكة صخرة صلبة وسط اضطرابات العالم والمنطقة، كما ساهم الدعم السعودي في عودة الاستقرار إلى سوريا ولبنان وما يُرتقب في العراق واليمن والسودان، بانتصار خيار السلام على المشاريع المذهبية والتوسعية المدمرة.
وتأتي زيارة سمو ولي العهد إلى الولايات المتحدة في توقيت دقيق، لتؤكد عمق هذا التحالف، ولتضع النقاط على الحروف عبر:
- صفقات أسلحة متطورة ومنظومات دفاعية تجعل قدرات المملكة رادعة لا تُضاهى.
- بحث القضايا العربية التي تجعلها المملكة دائمًا في قائمة المباحثات، والتي تتصدرها القضية الفلسطينية، وكذلك الأزمة السودانية بما يضمن أمن الشعب واستقراره وازدهاره في ظل حكومة شرعية.
إن الاستعدادات الأمريكية المبكرة وغير المسبوقة لاستقبال الضيف الكبير سمو الأمير محمد بن سلمان، تعكس تقديرًا مستحقًا لمكانة المملكة وقيادتها، مكانة لم تُبنَ على الفراغ، بل على إنجازات صلبة ونمو مضطرد جعل السعودية اليوم رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه في عالم لا يحترم إلا العمالقة الأقوياء، علاقة الند للند، تقدمًا وتفوقًا.
(0) التعليقات
تسجيل الدخول
لا توجد تعليقات