المقالات

ولي العهد في طريقه إلى الولايات المتحدة.. محطة جديدة في مسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين

ولي العهد في طريقه إلى الولايات المتحدة.. محطة جديدة في مسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين

✍🏼بقلم / أحمد الخبراني

لا تبدو رحلة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية مجرد محطة دبلوماسية عابرة، بل هي خطوة تُعيد التأكيد على عمق العلاقات السعودية–الأمريكية، تلك العلاقة التي تجاوزت إطار المصالح إلى مساحة أوسع من التأثير المشترك في قضايا الإقليم والعالم. ومع توجّه سموه إلى واشنطن، مترقبًا أن يصل خلال الساعات القادمة، يجد المراقبون أنفسهم أمام زيارة تحمل من الدلالات أكثر مما تحمله من تفاصيل بروتوكولية.

 

فالعلاقات بين الرياض وواشنطن لم تُبنَ في يومٍ واحد، بل تشكلت عبر عقود من التفاهمات، والالتقاء على المصالح، والاحترام المتبادل، بدءًا من اللقاء التاريخي بين الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود - طيب الله ثراه - والرئيس الأمريكي روزفلت عام 1945، وعلى مرّ الزمن، استطاعت هذه العلاقة أن تتكيّف مع العالم المتغير، وتحافظ على ثباتها ووزنها الاستراتيجي.

 

اليوم، تأتي زيارة ولي العهد لتعزز هذا الامتداد التاريخي، ولتفتح مسارات جديدة من التعاون ترتبط برؤية 2030 وطموحات المملكة في مجالات الاقتصاد الحديث، والطاقة النظيفة، والصناعات المتقدمة، والتقنية، والاستثمار الدولي. وهي زيارة تعكس في مضمونها أن المملكة تمضي بثقة نحو بناء علاقات قائمة على القوة والمصالح المشتركة، لا على ردود الأفعال أو التحولات العابرة.

 

إن زيارة ولي العهد إلى الولايات المتحدة اليوم تتجاوز أي إطار تقليدي للزيارات الرسمية، فهي رسالة واضحة للعالم بأن المملكة تمضي في مسارها بثقة، وتبني علاقاتها على أسس متينة من المصالح المشتركة والرؤية المستقبلية. ومع هذه الزيارة، يكتب التاريخ فصلًا جديدًا من التعاون يمتد جذوره في عمق الماضي ويستشرف آفاق المستقبل.