المقالات

اصنع قيمتك ... قبل مطالبك ...!

اصنع قيمتك ... قبل مطالبك ...!

 كثير من الناس يقول أنا أستحق الترقية، بسبب الأقدمية أو الالتزام بتعليمات الوظيفة، أو الجد والاجتهاد والمحافظة على الوقت ومراعاة المصالح العامة للمؤسسة وغيرها...

وأنا أقول: قد يكون ذلك معتبرًا في أوقات الوفرة، حين تكون الموارد متاحة والمنافسة محدودة، لكن في بيئة الأعمال الحديثة لا تُكافأ النيات، بل تُقاس النتائج، فالالتزام والانضباط والجد هي واجبات أساسية، ضمن الشروط التعاقدية، لا مزايا تنافسية...!

في عالم الإدارة اليوم، تُبنى القرارات على القيمة المضافة لا على الزمن المقضي في الوظيفة، والسؤال الذي يُطرح دائمًا هو: ماذا أضفت للمؤسسة؟ ما الذي يجعلك مختلفًا عن غيرك؟ ما الأثر الملموس الذي يمكن قياسه؟

الترقيات والمكافآت تُمنح لمن يربط أداءه بأهداف المنظمة، ويحوّل المهام اليومية إلى إنجازات قابلة للقياس ... فمن يحل مشكلة مزمنة، أو يقلل تكلفة، أو يبتكر آلية تزيد الإنتاجية، إنما يصنع لنفسه مكانًا لا يُنافس عليه بسهولة.

لذلك، احرص على أن تبني لنفسك هوية مهنية واضحة (براند شخصي) داخل المؤسسة، كن مرجعًا في مجالك، من خلال المعرفة المتعمقة، والمبادرات التطويرية، وروح القيادة في كل موقف، وحتماً ستكون خيارًا لا بديل له... 

فالترقية الحقيقية ليست في المسمى الوظيفي أبداً، بل في المكانة الفكرية والمهنية التي تصل إليها حين تصبح جزءًا من الحل لا جزءًا من الروتين...! تذكّر دائمًا في بيئة العمل الحديثة:

 لا أحد يُكرَّم لأنه حضر، بل لأنه أثّر،

ولا يُكافأ من التزم، بل من أضاف.!.

هذه نصيحةً او فلتسمها استشارةً، لك ان تأخذ بها ولك ان تتركها، ولكن من المؤكد، انها أتت ممن وقع قبلك بالحفرة ولا يريد لك ان تقع مثلما وقع ...!

✍🏼علي بن عبد الله المالكي