
الجميع يتمنى ان يتخطى مرحلة صعبة في حياته! سهام الموت تخطف الأرواح، وأمل الحياة يتشبث ببلورة الخلود! ان أصعب ما يواجه الكاتب هو لحظة او مشهد يؤثر فيه حتى يكاد يتلاشى كالرماد، ليس حرقاً، بل خجلاً على هوان نفسه عليه، والتي اوهمته بالعجز عن جبر قلب مكسور! ومع ذلك نرى أقلام الكتّاب تتشكل وكأن الله تعالى كتب عليها الشقاء، فيوم تكتب للوطن، ويوم عن قضية اجتماعية، ويوم تنعى روح صعدت لبارئها، ولكنها جميعاً ما بين وداع دائم او رجاء منتظر! الا الحب الضائع او كما يحلو لي ان اسميه الحب الصامت ...!
عبّـر بقلمك عن صمتك، قبل ان تتحسر بقية عمرك على كل لحظة فارقت فيها روح أحبتك، فلا ترحل عن انسان وتتوقع ان تجده نفس الشخص عندما تعود! فما اطيب الوفاء والخلق الكريم، واياك والحزن فالحزن هدّام...!
تمضي بنا قافلة الحياة، على رمال ملتهبة، لا يطفئها سوى غيثُ محبة صادقة أو نسمةُ وفاءٍ عابرة ... نتعلّم متأخرين أن الوجوه التي تغيب لا تعود كما كانت، وأن الأرواح التي تهجرنا لا تنتظر، وأن الحنين لا يجلب صاحبه، بل يجلد صاحبه!
الحب الصامت، ذاك الذي يخالج صدورنا بخجل، يبقى جرحاً مفتوحاً لا يلتئم إلا بجرأة البوح ! كم من قلب دفن مشاعره تحت أنقاض الخوف، وكم من عاشق عاش عمره غريباً بين يديه، بينما كان الحنين يتوسد وسادته كل ليلة...!
إن أجمل ما في العمر لحظة صدق مع من نحب، كلمة وفاء لا تُشترى، ويد تُمسك بنا في منتصف الانكسار لتقول ( أنا هنا )، ولن أتركك! تلك اللحظة وحدها تصنع الفارق بين قلب يذبل في صمته، وقلب يزهر في حضن الأمان...!
فلا تستهينوا بالبوح، ولا ترحلوا بصمتٍ عن قلوب انتظرتكم دهراً، فالحياة أقصر من أن نؤجل قول ( أحبك )، وأضيق من أن نكابر على دمعة شوق، وأقسى من أن نؤمن بأن الغد كفيل بترميم ما كسرناه اليوم...!
وإن رحلتم، فليكن رحيلكم جميلاً، مكفناً بعطر الوفاء، لا بمرارة الخذلان، فالحزن وإن كان ضيفاً ثقيلاً، لن يهزم قلباً عامراً بالحنين، ولن يطفئ شعلةً أوقدها الحب في أعماقنا..!
أحبك بقلبٍ لم يذق طعم الطمأنينة إلا في حضورك، فإن غبت، بقيت في الروح أثراً لا يُمحى، وإن حضرت، صرتَ لي حياة كاملة.! سامحني إن قصّرت يوماً في البوح، أو جعلت الخوف يقيد لساني، فقد أدركت متأخراً أن العمر قصير لا يمهل العاشقين! فلا تتركني وحيداً أسأل عتمة الليل عنك، ولا تجعل بيننا صمتاً يطول حتى يشيخ الحنين...! تعالَ كما عهدتك، دفئا ووفاء، ولن أطلب من الدنيا بعدك شيئاً..!
علي بن عبد الله المالكي
(0) التعليقات
تسجيل الدخول
لا توجد تعليقات