المقالات

رسالة أخي "خالد العوفي" : "نايف".. الاسم الذي يسكن الوجدان خالداً 

رسالة أخي  "خالد العوفي" : "نايف".. الاسم الذي يسكن الوجدان خالداً 

الأستاذ خالد العوفي 

في لحظات الألم، تتجلّى معادن الرجال، وتتكشف أسمى معاني الوفاء، وتُكتَب الحروف بدم القلب لا بحبر القلم. من بين زحمة الرسائل التي وصلتني من الأوفياء الذين شاطروني الألم والحزن والفقد في فاجعة رحيل ابني نايف – رحمه الله – كانت رسالة توقفت عندها مراراً وهي رسالة من أخي وصديقي الوافي الأستاذ خالد العوفي، التي لم تكن مجرّد مواساة، بل شهادة وفاء، ومرآة صادقة لوجع لا يعرفه إلا من ذاقه.

 

كتب لي الصديق والأخ الوافي أبو فارس قائلاً: “قرأتُ ما كتبتَ عن فقيدكم نايف، فلامست كلماتك قلبي قبل عيني، ووجدتُ فيها صدق الحزن، وعمق الحب، وسموّ الوفاء الذي لا يموت”. بهذه البداية التي تُربّت على القلب، وضع خالد يده على الجرح، لا ليؤلمه، بل ليخفف عنه، وهو الذي عرف “نايف” مرتين.. لا كاسم عابر، بل كقصة وداعين موجعين.

 

أخبرني أخي خالد أن الحياة سرقت منه أخًا وابن أخت، كلاهما يحملان ذات الاسم “نايف”، وكأن هذا الاسم الجميل في حياته أصبح مقرونًا بالحزن، وكل ذكرى “نايف” باتت تفتح في قلبه نافذة على وجعٍ لا يُنسى. قالها بصدق: “حتى أصبح كل ‘نايف’ قصة وداع لا تُنسى”.


حينها، شعرت أنني لست وحدي، وأن هذا الاسم الذي خلّد وجعي، قد خُلّد عند خالد في موعدين موجعين مع الرحيل. فتساوت الدموع، وامتزج الألم، وأصبح “نايف” لا يعني شخصًا، بل رمزية للغياب المفاجئ، والوجع الذي يتكرر، والوداع الذي لا ينتهي.

 

في حروف خالد، كان صدى قلب موجوع، ومحب وفيّ، وشقيق عاش الفقد مرتين، لكنه رغم ألمه دعا لابني نايف ولمن فقدهم من قبله دعاءً صادقًا يقطر رحمةً وأملاً: “نسأل الله أن يرحم كل نايف رحل، ولكل موتى المسلمين ووأن يجعل قبورهم روضة من رياض الجنة، وأن يسكنهم فسيح الفردوس الأعلى، وأن يجبر قلوبنا وقلوبكم بمن لا يُخيب الرجاء فيه”.

 

يا خالد.. لقد كنتَ في رسالتك أخًا يحمل عني شيئًا من حزني، وسندًا لا يُنسى في زمن الوَجع، فشكرًا لك بقدر ما كتبت، وشكراً لكل شخص كان معي في هذه الفاجعة، أسأل الله أن يحفظكم جميعاً وأن لا يريكم مكروه فيمن تحبون .

بقلم أحمد الخبراني

IMG-20250716-WA0043