
✍🏼أ.أحمد الخبراني
دخلنا الأسبوع الثاني منذ أن رحل الغالي ابني نايف.. رحل وتركني أبحث عنه في زوايا البيت، في صدى صوته، في ضحكته، في ملابسه الصغيرة، وفي كل ركن كنت أراه فيه حيًا. لحظة الفقد ليست عادية.. إنها تشطر القلب نصفين، تجعل المرء تائهًا، لا يدري أهو في كابوس، أم أن الحقيقة بهذه القسوة فعلًا؟
في لحظات كـ تلك، لا شيء يُسكِت صراخ القلب سوى القلوب التي تشعر بك دون أن تتحدث، التي تأتيك دون دعوة، وتحيط بك كما لو أنك أخاً لهم ، وكأن فقدك فقدهم، وحزنك وجعهم.
غمرتمونا يا أحبتنا، والله، وكأنكم أهل، بل أقرب. لم تتركونا وحدنا أمام الصدمة، بل كنتم بيننا، تتابعون، تسألون، تدعون، وتواسون.. لحظة بلحظة، كأن كل واحد منكم يقول: لسنا بعيدين.. لن نترككم وحدكم في وجعكم.
في عز الألم، كنتم الدواء. وفي شدة الانكسار، كنتم السند. دعاؤكم الصادق، كلماتكم المليئة بالرحمة، حتى صمتكم الممتلئ بالحب، كان نورًا في ظلمة هذا الحزن. بل إن بعضكم، ممن لا نعرفه معرفة شخصية، شاركنا بدعاء يخرج من قلبٍ لا يُرائي، بل يُحب، ويتألم، ويتمنى لنا الصبر من أعماقه.
نكتب اليوم، وكل حروفنا مبللة بالشكر، لكنها تعجز عن الوفاء بحقكم. فأنتم بعد الله تعالى من أعاننا على تحمّل هذا المصاب، وأشعل فينا شعلة الأمل بأن الخير لا يزال موجودًا، والناس الطيبة لا تزال تنبض بالإنسانية.
رحم الله نايف.. ورحم الله أمواتنا وأمواتكم وجبر قلوبنا وقلوبكم .. وجمعنا بهم في جنّات الخُلد والنعيم.
(1) التعليقات
التعليق
الاخ الغالي أبو نايف أنت رجل طيب وتستاهل ووقفت الناس معك في مثل هذه الظروف .. وما اصابكم ليس بهين ولكن ندعوا الله بأن يجبر قلوبكم ويخلف عليكم بخير .. تحياتي لك من متابع