
من المتعارف عليه أن مصطلح بطل يعني "الشخص الذي يتميَّز في نطاقات عديدة كالمجال العسكري، والرياضي، والفني، وغيرها، ويقوم بأعمال استثنائية تستلزم القوة أو الشجاعة أو الإتقان أو البراعة" بغض النظر عن المجال، فإن كل بطل بدأ من نقطة الصفر والبناء، فاللاعب البارع أخفق مرارًا وتكرارًا قبل تحقيق البطولات، والممثل اللامع رُفض في أدوار وتجارب أداء كثيرة، والمقاتل الفذ أمضى سنينًا في التحضير ذهنيًا وجسديًا للواقعة المنتظرة، وتخلل تلك الرحلة هتافات المحبين وصرخات المشككين، ليتغاضى البطل عن الأخيرة ويثبت عكس ما قيل يومًا عنه، فما الذي يصنع الأبطال؟ إنها مسألة سهلة ممتنعة، وتكمن سهولتها في بساطة مكوناتها وقلة تعقيدها، فيما تتلخص الصعوبة في الاستمرارية والثبات على تلك المكونات، إذ يتحتم على البطل أن يكتسب المهارة أو القوة اللازمة في المجال بالإضافة إلى عامل الاستمرارية والالتزام، مع العلم أن التذبذب والتأرجح خلال الرحلة أمر وارد الحدوث، إلا أن انكبابه على تحصيل الهدف والتطور المتواتر -وإن كان بطيئًا- أهم مافي الموضوع، ففي كل شخص منا بطل إلا أنه قرر التنازل عن اللقب إما لدخول الريبة والشك في نفسه من أذى المشككين أو لغزو الملل والرتابة جنباته أثناء رحلته، إن مجرد فكرة أنّ هناك أبطال من جميع الأعمار والفئات والمجالات تجعلك ترغب بالبدء فيما أجلت لسنين عديدة، حبذا لو كنت بطلًا قيد الإنشاء عوضًا عن إيقافك المشروع كليًا، فبالعامية يقال "بطّل من الشيء" أي عزف عنه وقام بتغيير رأيه، فلا تكن "بطلًا بطّل".
"الأبطال لا يُصنعون في صالات التدريب، الأبطال يُصنعون من أشياء عميقة في داخلهم هي: الإرادة والحُلم والرؤية" - محمد علي كلاي.
✍🏼سهوب بغدادي
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات