
أيام قليلة ويحل شهر رمضان، شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، فيه تصفو النفوس بفعل الطاعات من تسبيح وتهليل وصلاة وتلاوة قرآن.
كان السلف ومن بعدهم الأجداد إذا جاء رمضان تفرغوا للعبادة يرجون مضاعفة الأجر من الله، فيه تُكفَّر الذنوب وتُضاعف الحسنات.
قال معلى بن الفضل: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يُبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم. وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم: “اللهم سلمني إلى رمضان وسلّم لي رمضان، وتسلّمه مني متقبلاً”.
في رمضان يجود الناس في تقديم الأطعمة طلباً للأجر، حيث تُمد الموائد للمغتربين وعابري الطريق وغيرهم، وتُقدَّم فيها أنواع الأطعمة الرمضانية من تمر وأكلات متنوعة ومشروبات.
إفطار الصائم من العادات المتجذرة في المجتمع السعودي لما في ذلك من الأجر العظيم: “مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا”. وأيضاً الصدقات والإحسان إلى القريب والجار والمتعففين.
في شهر رمضان ترق القلوب وتميل للتسامح والعطاء وبذل المعروف، ويتجلى ذلك في الإنفاق وفي الخطاب والبرّ بالقريب والبعد عن اللغو ومجالس اللهو للفوز برضى الله ومغفرته. ففي الحديث: “مَن صام رمضان وقامه إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه”.
رمضان موسم عظيم، من حُرم صيامه وقيامه فقد حُرم الخير كله. رمضان فرصة للتخلص من الذنوب والتوبة إلى الله والمحافظة على أداء العبادات كما أمر الله بها وجاءت السنة بفعلها.
تقبل الله من الجميع الصيام والقيام، وكل رمضان وبلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي في عز وتمكين.
✍🏼عبدالله عبدالرحمن الغيهب
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات