فيما يعد بو جاكسون أول شخص يلعب في رياضتين احترافيتين رئيسيتين في ذات الوقت في كل من لعبة البيسبول وكرة القدم الأمريكية، بالإضافة إلى منافسته في ألعاب القوى، إن احتراف رياضة ما ليس بالأمر الهين، فما بالك بأكثر من رياضة؟ حيث يشكل هذا الأمر تحديًا كبيرًا بالنسبة لأي رياضي، لأن التركيز والاستمرار والانضباط أمور لازمة للوصول إلى مرحلة الاحتراف في رياضة ما، بطبيعة الحال، هناك فروقات فردية، من شأنها أن تمكن الشخص من الوصول إلى مستويات احترافية في أكثر من رياضة والمنافسة تباعًا في البطولات محليًا وعالميًا، في هذا الصدد، أُكبر دور وزارة الرياضة الفعال والمؤثر خاصةً خلال الفترات القريبة الماضية بالتزامن مع دخول المرأة السعودية المجال الرياضي بشكل احترافي في مختلف الاتحادات الرياضية السعودية المعتمدة، لقد قطعنا شوطًا جيدًا في هذا الشأن ولله الحمد، فكلنا فخر واعتزاز بما نرى اليوم من إحلال لمعاني تمكين المرأة السعودية في شتى المواطن، ونطمح للمزيد من تواجد العنصر النسائي في مختلف الرياضات، وعلى وجه الخصوص تمثيلهن الرياضي عالميًا وإقليميًا، من هذا المنطلق، يستحسن أن يتم إتاحة الفرصة للمنتسبات في مختلف الرياضات لممارسة أكثر من رياضة، بالتأكيد مع تواجد المعايير الخاصة والشروط التي يجب تحقيقها لمن ترغب بالتمثيل في رياضة مختلفة، على سبيل المثال لا الحصر: أن تجتاز عدد نقاط معينة، وساعات تدريب محددة، ووضع حد أعلى لعدد الرياضات المسجلة لكل لاعب، وما إلى ذلك، ويأتي هذا المقترح بناءً على رغبة البعض النابعة عن قدرة وتمكن وثقة، علمًا بأن منصة رياضي لا تتيح هذه الخاصية، ويلزم اللاعب التنازل عن رياضة مقابل أخرى، باعتبار أن العنصر النسائي في المنتخبات الرياضية السعودية لايزال يتنامى يومًا تلو الآخر، فما المانع من الاستفادة من اللاعبات الراغبات في احتراف أكثر من رياضة؟ أيضًا، إتاحة هذه الميزة لللاعبين الرجال في حال توافر الشروط المقترحة، وهناك استفادة من المنطقة الجغرافية للرياضة وممارسيها كمن يقطن في مدينة جدة ويرغب بممارسة رياضة الركمجة بالإضافة إلى ألعاب القوى، ومن في مدينة الرياض ويمارس الفنون القتالية ويرغب بالانضمام إلى سباقات الخيل، باعتبار أن قدرة الخيل محددة وقد لايتجاوب مع الشخص طوال ساعات التمرين،فيكون الجمع بين رياضتين أمر منطقي، في الوقت الذي يساهم فيه هذا القرار في مساعدة العنصر النسائي عند عملية اختيار الرياضة الملائمة التي ستستمر فيها مستقبلًا وتحبها، وإن كان المانع هو حماية اللاعب من التشتت، وندرة تواجد اللاعب المتنوع إذن فإيجاد لجنة تعنى باستثناء من تنطبق عليهم معايير مقننة للغاية لممارسة أكثر من رياضة في آن واحد، فالهدف يكمن في الارتقاء بالقطاع الرياضي في المملكة ككل، وتعزيز تمثيل أبناء الوطن على الصعيدين المحلي والعالمي على حد سواء.

بقلم الكاتبة / سُهوب بغدادي