المقالات

الأخوة في الإسلام

الأخوة في الإسلام

يتبادر إلى الأذهان أن الأخوة تعني من وُلِدوا من أبوين أو أحدهما، أو أخًا أو أختًا من الرضاعة، لكن الأمر أوسع وأكبر من أن يُحصر في أخوة النسب.

 

لقد جاء الإسلام فأعطى هذا المعنى مساحة أوسع وفضاءً أكبر، فصارت الأخوة قرينة الإيمان، متى ما وُجِد واستقر في قلب الإنسان من عبادة وتقوى، فهو أخٌ بنص الكتاب والسنة، وهذه الأخوة أقوى وأنفع من غيرها من العلاقات المبنية على قرابة أو صداقة.

 

فأي أخوة أقوى من أخوة الإيمان؟ صحيح أن الرابطة مختلفة، ولكن رابطة الأخوة في الله من الروابط القوية التي لا تتغير بتغير الأمزجة. قال الله تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ”، أي في الدين والحرمة، لا في النسب، ولهذا تأتي أخوة الدين أقوى من أخوة النسب، والتي قد تتغير بل تنقطع بمخالفة العقيدة.

 

إن الأخوة في الدين تمنح صاحبها مزايا أكبر في الحقوق والمناصرة والتكاتف، لدرجة أن المؤمنين وُصِفوا بالبنيان يشد بعضه بعضًا، ففي الحديث: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره”.

 

عندما جاء الإسلام وضع مبدأ الأخوة لأتباعه، فنعتهم بالأخوة، وهي أقوى رابطة بين المسلمين، بها تتوحد الكلمة، وتسود المحبة، وتقوى اللحمة، وتنهض الأمة بعيدًا عن التشرذم والفرقة والأثرة والبغضاء والكراهية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 

“المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره. التقوى ها هنا” - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - “بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه”. وقال: “كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه”. وقال: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.

 

وقال صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يعيبه، ولا يخذله، ولا يتطاول عليه في البنيان فيستر عليه الريح إلا بإذنه، ولا يؤذيه بقتار قدره إلا أن يغرف له غرفة، ولا يشتري لبنيه الفاكهة فيخرجون بها إلى صبيان جاره ولا يطعمونهم منها”.

 

✍🏼عبدالله عبدالرحمن الغيهب